Tafsir Majmac Bayan
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
Genres
(1) -
اللغة
اللبس والتغطية والتعمية نظائر والفرق بين التغطية والتعمية أن التغطية تكون بالزيادة والتعمية قد تكون بالنقصان والزيادة وضد اللبس الإيضاح واللباس ما واريت به جسدك ولباس التقوى الحياء واللبس خلط الأمور بعضها ببعض والفعل لبس الأمر يلبس لبسا ولبس الثوب يلبسه لبسا والفرق بين اللبس والإخفاء أن الإخفاء يمكن أن يدرك معه المعنى ولا يمكن مع اللبس إدراك المعنى والإشكال قد يدرك معه المعنى إلا أنه بصعوبة لأجل التعقيد و قال أمير المؤمنين ع للحرث بن حوط يا حار إنه ملبوس عليك أن الحق لا يعرف بالرجال اعرف الحق تعرف أهله والباطل والبطل واحد وهو ضد الحق والبطلان والفساد والكذب والزور والبهتان نظائر وأبطلت الشيء جعلته باطلا وأبطل الرجل جاء بباطل .
الإعراب
قوله «وتكتموا الحق » يحتمل وجهين من الإعراب أحدهما الجزم على النهي كأنه قال لا تلبسوا الحق ولا تكتموا فيكون عطف جملة على جملة والآخر النصب على الظرف بإضمار أن فيكون عطف الاسم على مصدر الفعل الذي قبله وتقديره لا يكن منكم لبس الحق وكتمانه ودل تلبسوا على لبس كما يقال من كذب كان شرا له فكذب يدل على الكذب فكأنه قال من كذب كان الكذب شرا قال الشاعر في مثله
لا تنه عن خلق وتأتي مثله # عار عليك إذا فعلت عظيم
أي لا تجمع بين النهي عن خلق والإتيان بمثله.
المعنى
«لا تلبسوا» أي لا وتخلطوا «الحق بالباطل» ومعنى لبسهم الحق بالباطل أنهم آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض لأنهم جحدوا صفة النبي ص فذلك الباطل وأقروا بغيره مما في الكتابوقيل معناه لا تحرفوا الكلم عن مواضعه فالتحريف هو الباطل وتركهم ما في الكتاب على ما هو به هو الحق وقال ابن عباس لا تخلطوا الصدق بالكذب وقيل الحق التوراة التي أنزلها الله على موسى والباطل ما كتبوه بأيديهم وقيل الحق إقرارهم أن محمدا مبعوث إلى غيرهم والباطل إنكارهم أن يكون بعث إليهم وقوله «وتكتموا الحق وأنتم تعلمون» أي لا تكتموا صفة النبي ص في التوراة وأنتم تعلمون أنه حق والخطاب متوجه إلى رؤساء أهل الكتاب كما وصفهم بأنهم يحرفون الكلم عن مواضعه للتلبيس على أتباعهم وهذا تقبيح لما يفعلونه أي يجحدون ما يعلمون وجحد العالم أعظم من جحد الجاهل وقيل معناه وأنتم تعلمون البعث والجزاء وقيل معناه وأنتم تعلمون ما أنزل ببني إسرائيل وما سينزل بمن كذب على الله تعالى وقيل معناه وأنتم
Page 211