Tafsir Al-Uthaymeen: Ar-Rum
تفسير العثيمين: الروم
Maison d'édition
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
Édition
الأولى
Année de publication
١٤٣٦ هـ
Lieu d'édition
المملكة العربية السعودية
Genres
الوَجْهُ الأوَّلُ: أنَّ خِطابَ الزَّعيمِ خِطابٌ لَهُ ولمَنْ تَبِعه؛ بِدلِيلِ: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ﴾ [الطّلاق: ١].
الوَجْهُ الثَّاني: أنَّنا مأمُورُونَ باتِّباعِ الرَّسولِ ﵊ فكُلُّ خِطابٍ لَه يُؤْمَرُ بِه أوْ يُنْهى عنْهُ فإنَّنا تبعٌ لَه في ذَلِك، والفَرْق بيْنَ الوَجْهَيْن ظاهِرٌ؛ لأَنَّهُ عَلَى الوَجْه الأوَّلِ يكُونُ تناولَ الخِطابَ لنا أصْلًا معَ الرَّسولِ ﷺ، وعَلى الوَجْه الثَّاني يكُونُ تَوْجِيهُ الخِطابِ لَنا عَنْ طَرِيق التَّبعيَّةِ.
قوْله تَعالَى: ﴿فِطْرَتَ﴾: البحثُ فِيها مِن وَجْهَيْن:
الوَجْهُ الأوَّلُ: مِن حيْثُ الرّسمُ، فالرَّسم غيْرُ جارٍ عَلَى القواعِدِ المعْرُوفَةِ، لَا في الرَّسْم العُثْمانِيِّ، ولَا في الرَّسم الحاضِر، وجْهُ ذَلِك أنَّ التّاء مُطلَقَةٌ ﴿فِطْرَتَ﴾، وهِي مربوطَةٌ؛ لأنَّهَا مُفرَدٌ، والمُفْرَدُ تكونُ التّاءُ فِيه مربُوطَةً وليْسَ في القُرآنِ ﴿فِطْرَتَ﴾ مطلقَةٌ إِلَّا هَذه، ولا نقُولُ مفتوحَةٌ؛ لأَنَّ الفَتْح ضِدَّ الكَسْرِ، نحنُ نُسمِّيها مربُوطَةً ومُطلقَةً؛ لأَنَّ ضِد الرّبْط الإِطْلاقِ.
وعَلَى كُلِّ حَالٍ: فخَطُّ القُرآنِ يتْبَعُ فِيه الرَّسم العثمانيَّ.
استِطْرادًا في البحْثِ اختَلف العُلَماءُ ﵏: هَل يجُوزُ لِلإِنْسَانِ أنْ يكْتُب المصْحَفَ عَلَى غيْرِ الرَّسم العُثمَانِيّ أوْ لَا يجُوزُ؟
فمِنْهُم مَن قَال أنَّه جائِزٌ؛ لأَنَّ الرَّسْم العُثمانِيَّ عبارَةٌ عنْ شكلٍ وَصُورةٍ، ولَوْ كَان الرَّسم العُثمانِيُّ في ذَلِك العهْدِ عَلَى غيْرِ هَذا الوَضْع لكُتِب القُرآنَ بِه.
إِذَنْ: فخضُوعه للرَّسم العُثمانِيِّ في ذَلِك الوَقْت ليْس عَلَى سَبِيل أنَّه نزَل عَلَى هَذا الوَجْه، لكِن عَلَى سَبيلِ أنَّ الرَّسْم في ذَلِك الوَقْت كانَ عَلَى هَذِهِ الصّورَةِ، ولا شَكَّ
1 / 175