172

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Imran

تفسير العثيمين: آل عمران

Maison d'édition

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

١٤٣٥ هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

وضعفًا. فكلما كمل الإيمان كملت المعاداة وانتفت الموالاة، وإذا وجدت الموالاة ضعف الإيمان، وإذا ضعف الإيمان أيضًا وجدت الموالاة. ٤ - الإشارة إلى أنه يجب أن يتخذ المؤمنون أولياء من المؤمنين، وهذا هو مقتضى الإيمان. قال الله تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ [التوبة: ٧١]، فالواجب على المؤمن أن يتخذ له أولياء من المؤمنين. ٥ - أن اتخاذ الكافرين أولياء من كبائر الذنوب. ووجه الدلالة: أن الله تبرأ منهم؛ وتعليق الحكم، أو تعليق البراءة بحكم من الأحكام يدل على أنه من كبائر الذنوب. ٦ - أن الله ﷾ ولي المؤمنين؛ ووجهه: أن الذي يتخذ الكافرين أولياء ويدع المؤمنين يتبرأ الله منه؛ لأنه ليس من المؤمنين في شيء، فلم يكن الله منه في شيء. وهذا له شاهد من القرآن، مثل قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾ [المائدة: ٥٥]. وقوله: ﴿وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: ٦٨]. وقوله: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [البقرة: ٢٥٧]. والآيات في هذا المعنى كثيرة. وقد صحَّ في الحديث عن النبي ﵊ فيما يرويه عن ربِّه أن الله ﷾ قال: "من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب" (^١). ٧ - سهولة الإِسلام ويسره حيث رفع الحرج عن الأمة؛

(^١) أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب التواضع، رقم (٦٥٠٢).

1 / 174