351

Tafsir al-Nasafi

تفسير النسفي

Enquêteur

يوسف علي بديوي

Maison d'édition

دار الكلم الطيب

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1419 AH

Lieu d'édition

بيروت

Genres

Tafsir
قال المبطى ﴿قَدْ أَنْعَمَ الله عَلَىَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ معهم شهيدا﴾ حاضرا فيصيبني مثل ما أصابهم
وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧٣)
﴿وَلَئِنْ أصابكم فَضْلٌ مِنَ الله﴾ فتح أو غنيمة ﴿ليقولن﴾ هذا المبطئ مثلهفا على ما فاته من الغنيمة لا طلبًا للمثوبة ﴿كَأنَ﴾ مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أى كأنه ﴿لم يكن﴾ وبالتاء مكي وحفص ﴿بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ﴾ وهي اعتراض بين الفعل وهو ليقولن وبين مفعلوله وهو ﴿يا ليتني كُنتُ مَعَهُمْ﴾ والمعنى كأن لم يتقدم له معكم موادة لأن المنافقين كانوا يوادون المؤمنين في الظاهر وإن كانوا يبغون لهم الغوائل فى الباطن ﴿فأفوز﴾ بالنصيب لأنه جواب التمني ﴿فَوْزًا عَظِيمًا﴾ فآخذ من الغنيمة حظًا وافرًا
فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (٧٤)
﴿فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون﴾ يببعون ﴿الحياة الدنيا بالآخرة﴾ والمراد المؤمنون الذين
النساء (٧٤ - ٧٥)
يستحبون الحياة الآجلة على العاجلة ويستبدلونها بها أي إن صد الذين مرضت قلوبهم وضعفت نياتهم عن القتال فليقاتل الثابتون المخلصون أو يشترون والمراد المنافقون الذين يشترون الحياة الدنيا بالآخرة وعظوا بأن يغيروا ما بهم من النفاق ويخلصوا الإيمان بالله ورسوله ويجاهدوا في سبيل الله حق جهاده ﴿وَمَن يقاتل فِى سَبِيلِ الله فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ وعد الله المقاتل في سبيل الله ظافرًا أو مظفورًا به إيتاء الأجر العظيم على اجتهاده في إعزاز دين الله

1 / 373