Tafsir al-Nasafi
تفسير النسفي
Enquêteur
يوسف علي بديوي
Maison d'édition
دار الكلم الطيب
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
1419 AH
Lieu d'édition
بيروت
Genres
Tafsir
في سبيل الله ﴿والصالحين﴾ ومن صلحت أحوالهم وحسنت أعمالهم ﴿وَحَسُنَ أولئك رفيقا﴾
أي وما أحسن أولئك رفيقًا وهو كالصديق والخليط في استواء الواحد والجمع فيه
ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (٧٠)
﴿ذلك﴾ مبتدأ خبره ﴿الفضل مِنَ الله﴾ أو الفضل صفته ومن الله خبره والمعنى أن ما أعطى المطيعون من الأجر العظيم ومرافقة المنعم عليهم من الله لأنه تفضل به عليهم أو أراد أن فضل المنعم عليهم ومرتبتهم من الله ﴿وكفى بالله عَلِيمًا﴾ بِعِبَادِهِ وَبِمَن هُوَ أَهْلُ الفضل ودلت الآية على أن ما يفعل الله بعباده فهو فضل منه بخلاف ما يقوله المعتزلة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا (٧١)
﴿يا أيها الذين آمنوا خُذُواْ حِذْرَكُمْ﴾ الحذر والحذر بمعنى وهو التحرز وهما كالإثر والأثر يقال أخذ حذره إذا تيقظ واحترز من المخوف كأنه جعل الحذر آلته التي يقي بها نفسه ويعصم بها روحه والمعنى احذروا واحترزوا أنه من العدو ﴿فانفروا ثُبَاتٍ﴾ فاخرجوا إلى العدو جماعات متفرقة سرية بعد سربة فالثبات الجماعات واحدها ثبات ﴿أَوِ انفروا جَمِيعًا﴾ أي مجتمعين أو مع النبي ﵇ لأن الجمع بدون السمع لا يتم والعقد بدون الواسطة لا ينتظم أو انفروا ثباتٍ إذا لم يعم النفير أو انفروا جميعًا إذا عم النفير وثبات حال وكذا جميعًا
وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (٧٢)
واللام في ﴿وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن﴾ للابتداء بمنزلتها فى إن الله لغفور ومن موصولة وفى ﴿ليبطئن﴾ اللام وجواب قسم محفوظ تقديره وإن منكم لمن أقسم بالله ليبطئن والقسم وجوابه صلة من والضمير الراجع منها إليه ما استكنّ في لَّيُبَطّئَنَّ أي ليتثاقلن وليتخلفن عن الجهاد وبطؤ بمعنى أبطأ أي تأخرو يقال ما بطؤبك فيتعدى بالباء والخطاب لعسكر رسول الله ﷺ وقوله منكم أي في الظاهر دون الباطن يعنى المنافقين يقولون لم تقتلون انفسكم تأتوا حتى يظهر الأمر ﴿فَإِنْ أصابتكم مُّصِيبَةٌ﴾ قتل أو هزيمة
1 / 372