[6.25-28]
قوله تعالى: { ومنهم من يستمع اليك } حين تتلوا القرآن { وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه } الآية، قيل: اجتمع جماعة من قريش أبو سفيان بن حرب، والوليد بن المغيرة، والنضر بن الحرث، وأبو جهل، وعتبة وشيبة ابنا ربيعه وغيرهم، وكانوا يسمعون تلاوة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا للنضر: ما تقول؟ قال: لا أدري والذي أراه يحرك شفتيه يتكلم بأساطير الأولين كالذي كنت أحدثكم به من أخبار القرون الأولين، وكان النضر يكثر الأحاديث على الأمم الماضية، فقال أبو سفيان: إني لا أدري إن بعض ما يقوله حق، فقال أبو جهل: كلا، فنزلت الآية، والأكنة على القلوب والوقر في الآذان، مثل في نبو قلوبهم ومسامعهم { حتى إذا جاؤوك يجادلونك } ويناكرونك، وفسر مجادلتهم أنهم يقولون { ان هذا إلا أساطير الأولين } { وهم ينهون عنه وينأون عنه } نزلت في أبي طالب حيث كان يمنع الناس عن إيذاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا يتبعه عن ابن عباس، وقيل: في كفار مكة يعني وهم ينهون عنه الناس، يعني عن القرآن وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأتباعه ويثبطونهم عن الإيمان به { وينأون عنه } بأنفسهم فيضلون ويضلون { وان يهلكون إلا أنفسهم } بذلك وإن كانوا يظنون أنهم يضرون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: هو أبو طالب، قال جار الله: ورواه أيضا في الحاكم لأنه كان ينهي قريشا عن التعرض لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وينأى عنه فلا يؤمن به، وروي أنهم اجتمعوا إلى أبي طالب وأرادوا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سوءا فقال شعرا:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم
حتى أوسد في التراب دفينا
فأصدع بأمرك ما عليك غضاضة
وأبشر بذاك وقر منك عيونا
ودعوتني وزعمت أنك ناصح
ولقد صدقت وكنت ثم أمينا
لولا الملامة أو حذارى سبة
لوجدتني سمحا بذاك مبينا
Page inconnue