يا زبير أرى معكما أمكما فهل جئتما بنسائكما قالا لا فانشد:
صنتم حلائلكم وقدتم أمكم
هذا لعمري قلة الانصاف
أمرت بجر ذيولها في بيتها
فهوت لحمل النبل والأسياف
ثم اعتزل القوم.
وأخرج البخاري طرفا من هذا الحديث وهذا المعنى عن أبي بكرة قال: لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله (ص) أيام الجمل بعد ما كدت ان الحق باصحاب الجمل فاقاتل معهم قال لما بلغ رسول الله (ص) ان أهل فارس ملكوا عليهم بنت كسرى قال لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة.
قلت: هذه بنت كسرى اسمها بوران فان أمور الناس اختلت لما وليتهم فكذا كل امرأة تولت امرا يحتاج فيه الى الاستفسار والرأي ولهذا لا تلي المرأة الامارة ولا القضاء ولا الامامة ولا نحو ذلك.
ثم ان طلحة والزبير: اغتالا عثمان بن حنيف في ليلة مظلمة وكان بالمسجد في جماعة فأوطئوه الارجل ونتفوا شعر وجهه فما أبقوا فيه شعرة وارسلوا الى عائشة ليستشيروها فيه فقالت اقتلوه فقالت لها امرأة ناشدتك الله في عثمان فانه صاحب رسول الله (ص) فقالت احبسوه واضربوه أربعين سوطا وانتفوا شعر رأسه ولحيته وحاجبيه واشفار عينيه ففعلوا ونهبوا بيت مال البصرة وقتلوا سبعين رجلا من المسلمين بغير جرم فهم أول من قتل في الاسلام ظلما.
وحكى ابن سعد: عن هشام بن محمد قال ما منعهم من قتل عثمان بن حنيف إلا غضب الأنصار ولحق عثمان بعلي (ع) فوافاه بذي قار وليس في وجهه ورأسه شعرة فلما رآه أمير المؤمنين شق ذلك عليه واسترجع. وقال سيف بن عمر لما خرج علي (ع) من المدينة وذلك في آخر شهر ربيع الاول سنة ست وثلاثين كتب الى أهل الكوفة يستنفرهم وكان أبو موسى الأشعري واليا عليها فجاء الناس اليه يستشيرونه في الخروج فقال أبو موسى ان أردتم الدنيا فاخرجوا وان أردتم الآخرة فاقيموا. وبلغ عليا (ع) قوله فكتب اليه اعتزل عن عملنا مذموما مدحورا يا ابن الحائك فهذا (1)أول يومنا منك.
Page 69