لشق عصى المسلمين وطلبا للفتنة وتفريقا للكلمة فتجهزوا للمسير اليهم ثم سار في تسعمائة وروي لما بلغه (ع) مسيرها سار من المدينة في وجوه المهاجرين والأنصار وأمر على المدينة قثم بن العباس وتوجه في تسعمائة من الصحابة.
وذكر ابن جرير في تاريخه: ان عائشة اشترت الجمل من رجل من عرينة بستمائة درهم وناقة قال ابن جرير فمرت على ماء يقال له الحوأب فنبحتها كلابه فقالت ما هذا المكان فقال لها سائق الجمل العرني هذا الحوأب، فاسترجعت وصرخت باعلى صوتها ثم ضربت عضد بعيرها فأناخته ثم قالت أنا والله صاحبة كلاب الحوأب ردوني الى حرم الله ورسوله قالتها ثلاثا.
قال ابن سعيد: فيما حكاه عن هشام بن محمد الكلبي استرجعت وذكرت قول رسول الله كيف بك اذا نبحتك كلاب الحوأب فقال لها طلحة والزبير ما هذا الحوأب وقد غلط العرني ثم أحضروا خمسين رجلا فشهدوا معهما على ذلك وحلفوا.
قال الشعبي: فهي أول شهادة زور اقيمت في الإسلام.
وقال ابن جرير في تاريخه: لما سمعت عائشة كلاب الحوأب قالت إنا لله وإنا اليه راجعون اني لهيه، قد سمعت رسول الله (ص) يقول لنسائه ايتكن تنبحها كلاب الحوأب وأرادت الرجوع فمنعها ابن الزبير . (1)
وقال سيف بن عمر: لما خرجت عائشة (رض) من مكة نحو البصرة تبعتها امهات المؤمنين الى ذات عرق فلم ير باكيا على الإسلام أكثر من ذلك اليوم فكان يسمى يوم النحيب ولما وصلت الى البصرة نزلت بالمربد وكان بالبصرة عثمان بن حنيف أميرا من قبل علي (ع) فجرى بينه وبين القوم قتال فناداها حارثة بن قدامة السعدي يا أم المؤمنين والله لقتل عثمان أهون من خروجك من بيتك على هذا الجمل الملعون انه قد كان لك من الله ستر وحرمة فهتكت سترك فان من يرى قتالك يرى قتلك فان كنت أتيتينا طائعة فارجعي الى منزلك وان كنت مكرهة فاستغيثي بالناس.
وحكى ابن جرير عن سيف بن عمر قال: خرج شاب من بني سعد فقال يا طلحة
Page 68