La Remémoration pour la Prédication

Ibn al-Jawzi d. 597 AH
162

La Remémoration pour la Prédication

التذكرة في الوعظ

Chercheur

أحمد عبد الوهاب فتيح

Maison d'édition

دار المعرفة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٦

Lieu d'édition

بيروت

فتأهب للمسير إِلَى دَار قوم سكن الْوَادي وارتقب من بعْدهَا سفرا ثَالِث يجدونهم حادي لَا يزَال السّير يزعجهم بَين إصدار وإيرادي فَإِذا تمّ السرى نزلُوا فِي خُلُود خلدا وأيادي هَذِه مواسم الأرباح قَائِمَة فَهَل من رابح فِيهَا رضَا مَوْلَاهُ هَذِه نعم الله سابغة فَهَل شَاكر لله على مَا أولاه كم من مُؤَمل بُلُوغ مَا بلغتموه من الصِّحَّة والفراغ والمهل قبل أَن يبلغ عرى الْعَافِيَة الانفصام ومجنح شمس الْحَيَاة إِلَى الطِّفْل وَيَقُول الْقَائِل مَالِي لَا أرى فلَانا فَيُقَال انْتقل سروري سرى واصطباري رَحل وَقد رغبتم نجم سعدي أفل وَضَاقَتْ بِي الأَرْض من بعدكم تنكر لي سهلها والجبل وَمَا كنت أَحسب أَن البعاد سلع قلبِي فها قد قتل وَكنت أُؤَمِّل لقياكم فعز عَليّ بُلُوغ الأمل فَلَا تسمعوا قَول من قد وشاكم لم أطع فِيكُم من عذل ورقوا لمن قد براه السقام فَلَا يبْق فِي عدكم مُحْتَمل وَإِن كَانَ فِي الْحبّ لي من ذَلِك فَمَا زلتموا تغفرون الزلل تَعَالَى الله وَمَا أجل ذكره فِي أسماع المحبين من علو شَأْنه فِي قُلُوبهم يزجرون نُفُوسهم عَن دَعْوَى حبه وهم يعلمُونَ أَن حبه وهم يعلمُونَ أَن حبه أقرب الْوَسَائِل المدنية من قربه وَلَكِن لمعرفتهم بِهِ علمُوا أَن مُهُور محبته غَالِيَة على قدرهم فأمسكوا عَن

1 / 179