عطاء مفلفل الشعر أسود أفطس أشل أعور ثم عمي، وكان من موالي فهر أو جُمح، وهو من مولّدي الجَنَد، ونشأ بمكة، وكان فقيهها والمفتي في مواسمها.
قال ابن كيسان (^١): أذكُرهم في زمان بني أمية، يأمرون في الحاج صائحًا (يصيح) (^٢): لا يُفتي الناس إلا عطاء بن أبي رباح.
تفقه بابن عمر وابن عباس وأبي هريرة [٤٥] وعبيد بن عمير (^٣) وعروة (^٤) بن الزبير. مات سنة خمس عشرة ومائة، وهو ابن ثمان وثمانين، وكان من أجلاء الفقهاء. قال قتادة: أعلم الناس بالمناسك عطاء.
ومنهم: أبو محمد عمرو بن دينار (^٥) مولى باذام - ويقال باذان - الأبناوي (^٦) الصنعاني، عامل النبي ﷺ على صنعاء، والذي أمر النبي ﷺ ببناء المسجد الجامع في صنعاء في بستانه. تفقه عمرو بن دينار بابن عباس وابن عمر وجابر بن عبد الله وجابر بن زيد وبطاووس والزهري وسعيد بن جبير.
وسكن مكة عدَّه الشيخ أبو إسحاق (^٧) هو وعطاء في فقهاء التابعين بمكة، أخذ عنه سفيان بن عيينه الهلالي المكي، أحد شيوخ الشافعي، وأبو الوليد عبد الملك ابن عبد العزيز بن جُريج، وجريج عبد لآل أم حبيب بنت جبير. قال سفيان: ابن عيينة: قالوا لعطاء، بمن تأمرنا؟ قال بعمرو بن دينار. وقال طاووس لابنه:
_________
(^١) هو عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان. والخبر في تهذيب التهذيب ٧: ٢٠١ يرويه عبد الله هذا عن أبيه.
(^٢) تكملة من طبقات الفقهاء للشيرازي ص ٤٤، والنقل هنا عنها نصًا.
(^٣) في الأصول: عبيد بن أبي عمير. والتصويب من ترجمته في تهذيب التهذيب ٧: ٧١.
(^٤) عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد (تهذيب التهذيب ٧: ١٨٠).
(^٥) عمرو بن دينار المكي، أبو محمد الأثرم الجمحي (تهذيب التهذيب ٨: ٢٨).
(^٦) في الأصول الثلاثة: الأنباري، تصحيف.
(^٧) طبقات الشيرازي، ص ٤٦.
1 / 59