فقال له الخادم: ادخل: فقال: لا يحل افتراش هذا، فقام الخادم متبسما حتى دخل بيتا قد فرش بالأرمني، فدخل الشافعي، ﵁، ثم أقبل عليه، فقال: هذا حلال، وذاك حرام، وهذا أحسن من ذاك، وأكثر ثمنا منه فتبسم الخادم، وسكت، قال: وأخبرني السجستاني، فيما كتب إلي، قال: حدثني أبو ثور، قال: أراد الشافعي، ﵁، الخروج إلى مكة: ومعه مال،
فقلت له: وقلما كان يمسك الشيء من سماحته، ينبغي أن تشتري بهذا المال ضيعة، تكون لك ولولدك من بعدك، فخرج ثم قدم علينا، فسألته عن ذلك المال: ما فعل به؟ فقال: ما وجدت بمكة ضيعة: يمكنني أن أشتريها، لمعرفتي بأصلها: أكثرها قد وقفت، ولكن قد بنيت بمنى مضربا يكون لأصحابنا إذا حجوا ينزلون فيه، ورواه أبو عبد الله: محمد بن أحمد بن محمد الحافظ النجاري، المعروف بغنجار، حدثنا خلف بن محمد، حدثنا إبراهيم بن محمود بن حمزة، حدثني داود بن علي بن خلف، حدثني إبراهيم بن خالد الكلبي، يعني: أبا ثور، عن الشافعي، ﵁، بهذا، وزاد بعد قوله: «ينزلون فيه»، قال:
فكأني اهتممت فأنشد الشافعي، قول ابن ابن حازم:
إذا أصبحت عندي قوت يومي ... فخل الهم عني يا سعيد
ولم تخطر هموم غد ببالي ... لأن غدا له رزق جديد
1 / 23