وَقدم أَبُو جَعْفَر البحاث على الصاحب ابْن عباد، فارتضى تصرفه فِي الْعلم، وتفننه فِي أَنْوَاع الْفضل، وَعرض عَلَيْهِ الْقَضَاء على شَرط انتحال مذْهبه - يَعْنِي الاعتزال - وانتحال طَرِيقَته؛ فَامْتنعَ، وَقَالَ: لَا أبيع الدّين بالدنيا، فتمثل لَهُ الصاحب بقول الْقَائِل:
(فَلَا تجعلني للقضاة فريسة ... فَإِن قُضَاة الْعَالمين لصوص)
(مجَالِسهمْ فِينَا مجَالِس شرطة ... وأيديهم دون الشصوص شصوص)
فَأَجَابَهُ البحاث بديهة بقوله:
(سوى عصبَة مِنْهُم تخص بعفة ... وَللَّه فِي حكم الْعُمُوم خُصُوص)
(خصوصهم زَان الْبِلَاد وَإِنَّمَا ... يزين خَوَاتِيم الْمُلُوك فصوص)
وَله شعر مدون سَائِر.
1 / 132