Méditer, jour après jour
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
Genres
نستطيع أن نتكلم هنا عما يسمى ب «الوعي المغمور» لوصف هذه الحالة الخاصة جدا لوجداننا حين يكون مأخوذا بشكل كثيف، لكن دون نتاج فكري إرادي، حيث نكون فقط «داخل التجربة».
الطابع الكثيف للتجربة
في أحد دروس التأمل بالوعي الكامل، أذكر كيف طلب منا مدربنا القيام بتمرين فريد من نوعه، إنه أحد تلك التمارين التي يفهم سرها حكماء التأمل؛ لقد طلب منا أن نقوم بخطوة نحو الأمام. وبعد عدة ثوان من الصمت قال لنا: «والآن، حاولوا ألا تكونوا قد قمتم بخطوتكم تلك.» حتى تلك اللحظة لم أكن قد سمعت مطلقا، أو عشت، تجربة بهذا الوضوح عن عدم جدوى الندم. ولم أفهم بالضبط قبلها بوضوح هذا الفرق بين التعليم عبر الشرح والتعليم عبر التجربة. في حالة المفاجأة والحيرة تلك، حالة التردد واضطراب الفكر، وجسدي لا يعرف ماذا سيفعل في تلك اللحظة؛ عندها تم إيصال هذه الفكرة عن عدم إمكانية أو جدوى الندم.
يعلمنا الوعي الكامل أن التجربة هي بنفس أهمية المعرفة؛ القراءة عن التأمل ليس كعيشه. الانصات إلى تمارين التأمل من خلال قرص مضغوط ليس كالقيام بهذه التمارين. لا تحل التجربة، بوصفها طريقا نحو ما هو واقعي، محل الوعي أو الذكاء، لكنها تكملهما. وليس هناك ما هو أيسر من التجربة، يكفي أن نعطي أنفسنا الوقت الكافي وأن نتوقف للحظة لعيشها، أن نرى، نسمع، ونشعر. يجب فقط أن نوقف الفعل والحركة. قوموا بذلك الآن. توقفوا عن القراءة. توقفوا الآن. أغلقوا عيونكم، وأدركوا. سجلوا في أذهانكم بماذا هي مجبولة تجربتكم. فقط الآن وهنا. الآن لمدة لحظة. لا يوجد شخص آخر يستطيع أن يقوم بذلك بدلا منكم، ولا يستطيع أي شخص أن يتأمل عوضا عنكم. أغمضوا عيونكم. «الدرس الأول»
العيش هو عيش اللحظة الحاضرة. لا نستطيع العيش في الماضي، ولا في المستقبل. لا نستطيع سوى التفكير بهما، تحليلهما، الشعور بالندم، بالخوف، أو الأمل تجاههما. وأثناء ذلك لن نكون موجودين بشكل فعلي. أن نعي بشكل متكرر غنى اللحظة الحاضرة يعني أن نعيش أكثر. إننا نعرف ذلك، هذا شيء أكيد، فقد قرأناه وسمعناه، حتى إننا فكرنا به. إن كل هذا ليس سوى ثرثرة، يجب أن نقوم بذلك الآن، بشكل فعلي. فلا شيء يحل محل عيش اللحظة الحاضرة.
الفصل الثاني
أن نتنفس
لا يحدث شيء؛ لا حكاية، ولا حكمة. لا شيء سوى سمكة شبوط من ورق، وحيدة في أعلى السارية. وجودها يشعرنا بطراوة الغسق، ونسمع معها همسات المدينة. نطل على كيوتو الجميلة والملغزة برفقة أسد حجري يراقب حركة المارين العائدين إلى منازلهم، وسمكة شبوط أخرى معلقة إلى سارية بعيدة.
لا يحدث شيء، لا نسمع شيئا غير صفق الجسد الورقي للسمكتين في الريح. نشعر بمرور نسيم المساء على جلدنا، إنه يعبر السمكتين ويملؤهما ليعطيهما حياة عابرة. ربما سيتركهما غدا، أو ربما سيمزقهما. لكن في هذه اللحظة، إنهما ما تزالان هنا عاليتين في السماء، وتخفقان بشجاعة.
لا يحدث شيء. لا يوجد سوى الرياح والفراغ. لكن هذا الفراغ يجعل روحنا تتنفس براحة أكبر. إننا نشعر بوجود الهواء في اللوحة، رغم أنه غير مرئي.
Page inconnue