بشيء موهوم، ويُقلدُ بعضَ من يدّعي معرفة النجوم والتقويم، فكان التهور والتوغل في تقديم دخول وقت صلاة الصبح قبل طلوع الفجر الصادق بزمان، استعجالًا من الشيطان ليوقعهم في البطلان، وقد عمت هذه البلية بأهل تريم وطار شررها وأَضحت عادة راسخة ولأحكام الشريعة ناسخة وباينوا في هذا سائر الأقاليم وخالفوا الكتاب والسنة وقول كل ذي علم عليم " (١). لكن رسالة ابن شهاب رغم قوة حجتها لم تفلح في رد المخالفين، فحمل ابن شهاب رسالته ورسالة بلفقيه وعرضهما على شيخه العلامة عبد الله بن عمر بن يحيى فأجابه لما أراد وفي ذلك يقول ابن يحيى: " فألف بعضُهم - يقصد بلفقيه - رسالة في الانتصار لذلك الخطأ والزلل - أي تقديم صلاة الصبح وأذانِها على وقتِها المشروع -، وأكثر فيها من تمويه تصويبه ذلك العمل، وترويجِه على من يجهل، فعارضه آخر - يقصد ابن شهاب - برسالة بيَّن فيها الحق كالهالة، نافيًا غبار تلك الجهالة، ثم عرض الرسالتين عليّ، وطلب منِّى أن أنصرَ الحق بما
_________
(١) ابن شهاب. القول الصادق في بيان الفجر الصادق. مخطوط. ص ٢.
1 / 58