مؤذنين ثقاة (١)، عارفين بأوائل الأوقات، يَندُر خطاؤهم على مرّ السنين، وقد تلقّوا علمهم عن السابقين من الأئمة العارفين، وقد أقرَّهم على معرفتهم بوقت الصبح جميعُ أهل تريم، وتريم مدينة الإسلام المشهورة من قديم بالعلم والتعليم والعلماء (٢)، كما وصف أئمة هذه المساجد بأنهم من العلماء الراسخين، والمأمومين بأنهم من المبادرين بالصلاة في أول وقتها؛ رغبة في رضوان رب العالمين.
وبَعْدَ أن سطَّر العلامة عبد الله بن حسين بلفقيه تزكية المؤذنين وشيوخهم، وأئمة المساجد والمأمومين والبلد، أفتى قائلًا: "فيجب الأخذ بأذانهم "، لكن العلامة عيدروس بن أحمد بن شهاب: وهو من أهل تريم تعقَّب رسالة بلفقيه هذه، وكتب رسالة معارضة، عَنْوَنَها «القول الصادق في بيان الفجر الصادق المعترض وإدحاض كلام المعترض»، ووصف أولئك المؤذنين قائلًا: " ليس لهم بمعرفة الوقت عرفان، وإن أحدَهم يؤذن حين يأمره نائب المسجد، بعد أن ينظر وسط السماء، يرى اعتدال النجوم والمنازل، وهذا النائب يتمسك
_________
(١) ينظر: بلفقيه. السيف البتار. ص ١٦.
(٢) ينظر: بلفقيه. السيف البتار. ص ٢٠ - ٢١.
1 / 57