La sublime spiritualité et la beauté artistique dans l'éloquence prophétique

Mustafa Sadiq Rafici d. 1356 AH
40

La sublime spiritualité et la beauté artistique dans l'éloquence prophétique

السمو الروحي الأعظم والجمال الفني في البلاغة النبوية

Chercheur

أبو عبد الرحمن البحيري وائل بن حافظ بن خلف

Maison d'édition

دار البشير للثقافة والعلوم

Numéro d'édition

الأولى

وهذا يقرر لك فلسفة أخرى أن السعادة الإنسانية الصحيحة في العطاء دون الأخذ، وأن الزائفة هي في الأخذ دون العطاء؛ وذلك آخر ما انتهت إليه فلسفة الأخلاق؛ فما المرء إلا ثمرة تنضج بموادها، حتى إذا نضجت واحْلَوْلَتْ (١) كان مظهر كمالها ومنفعتها في الوجود أن تهب حلاوتها، فإذا هي أمسكت الحلاوة على نفسها لم يكن إلا هذه الحلاوة بعينها سبب في عفنها وفسادها من بعد. «أفهمت؟». وما دمنا قد وصفنا رحمة المال، فإنا نتم الكلام فيها بهذا الحديث العجيب في فن تمثيله وبلاغة فنه: عن أبي هريرة ﵁ أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُنْفِقِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ، مِنْ ثُدِيِّهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَأَمَّا الْمُنْفِقُ فَلَا يُنْفِقُ إِلاَّ سَبَغَتْ أَوْ وَفَرَتْ عَلَى جِلْدِهِ حَتَّى تُخْفِيَ بَنَانَهُ وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ،

(١) احْلَوْلَى الشَّيْءُ: حَلاَ وَحَسُنَ.

1 / 44