عين الأماثل مفقود المماثل مق ... صود الأفاضل في تبيين ما التبسا
وكيف لا وهو تاج الدين ناصره ... بالقول والفعل محيي منه ما درسا
ما البدر ما البحر ما الدر الثمين سوى ... مرآه أو نفعه إن جاد أو درسا
استغر الله من هذا الكلام فقد ... أخطأت إذ جئت بالتشبيه منعكسًا
فهل يشبه بالبدر المصور من ... كساه نورًا وأضحى منه مقتبسا
كذلك البحر لولا بسط راحته ... ما امتد والدر لولا نظمه بخسا
لا زال خدن المعالي في الأنام على ... مر الليالي ومن عين العدا حرسا
ما قوله في معمى حار فيه أولو ... الأبصار إذ كان فيه الأمر ملتبسا
وقد رأى ربعك المأهول ذا شرف ... فأمّ أبوابه لا الأربع الدرسا
محيل ما حل من أشكاله فعسى ... بعد التحلل يبدو منه ما احتبسا
هذا ومن عجب أن المشار له ... هو اسم خل ودود تحفة الجلسا
ذي طلعة تخجل الأقمار طالعة ... وتترك الكوكب الوضاح منطمسًا
رأيته ورأيت الشمس فاشتبها ... عليّ حتى توهمت الصباح مسا
وذاك بالمحو والاثبات حيث كسى ... منها وألبسها من حسنه وكسا
كم زارني والدجى يربد من حنق ... منا فأشعل في ظلمائه قبسا
وكم جلينا عروسًا من محاسنه ... تلك الليالي فكانت كلها عرسًا
وكم لبسنا حرمدان الشطارة في ... رد المخالف حتى عاد منتكسًا
ومن محاسنه حسن التلاوة بال ... صوت الرخيم الذي قد زاده أنسًا
سألته سورة من فيه أسمعها ... وصورة تطرد الوسواس والهوسا
فعند ما رام أسماعي قراءته ... وجاد لي بالذي قد كنت ملتمسا
بدا بآخر ما في الروم ثم رعى ... ودي فلما تلى حم مت أسى
فيا أخا الود من يحيي القتيل ومن ... يشفي الغليل ومن ينشي الذي درسا
فهل ترى ما يداويه ويبعثه ... حيا وينفخ فيه الروح والنفسا
سوى تدارك الطاف بشم هوى ... أرواحه فعساها أن تهب عسى
فآجابه القاضي تاج الدين بقوله
أزهر روض أرى في الظرف قد غرما ... حتى كأن الصبا أهدت لنا نفسًا
أم الجواهر في الأسلاك تنضد أم ... أماط ريم الخبا عن ثغره اللعسا
أم ذاك نظم امام لو يعاصره ... قس البلاغة أو سحبانها خرسا
ألفاظه ومعانيها كؤوس طلا ... رشفتها فأرتني الأمر ملتبسًا
قد صاغها من زمام النظم في يده ... والنثر تاجا لتاجي قط ما لبسا
بحر العلوم فلو أقوت مدارسها ... أحيا به الله منها كل ما اندرسا
وفارس البحث في ميدانه فإذا ... جاري مناظره في حلبة فرسا
وألمعي يرى بالفكر قبل غد ... ماذا يكون غدا أن ظن أو حدسا
راوي حديث العلا والمجد عن سلف ... حلوا الصدور فكانوا ارؤس الرؤسا
تفردوا بمقام من يرمه يعد ... عنه حسيرًا بحول الله منتكسا
مضوا وآل له إرثًا فحاك على ... منوال نسجهم فيه وما وكسا
يهدي إلى السمع في محرابه طربا ... وللقلوب خشوعًا عمها وكسا
حتى تقول أزين العابدين به ... أم ذاك داود في محرابه درسا
فيا هماما رقى في الفضل منزلة ... ما ظنها فكر راقٍ لا ولا هجسا
طار حتنى بمعمى ما برحت به ... أردد الفكر محتارًا صباح مسا
1 / 28