تراه هشًا إذا ما جئت ساحته ... وذاك شأن رسول الله لا سلبا
وإن ترد نظرة تحظى بها أدبًا ... فانظر إلى وجهه واستحضر الأدبا
إذا بدا في بنيه دام مجدهم ... تراه بدرًا وهم من حوله شهبا
فيا ابن طه أدام الله نعمته ... عليك إذ كنت أولى من وفى وحبا
فقت الأنام فما أبصرت من بشر ... ساواك يا خير من أجدي ومن وهبا
يا سائلي عن سليل المصطفى حسن ... خذ مدحه مجملًا منى ومنتخبا
بالغ بما شئت فيه بالمديح وقل ... الله أكبر قلبي نال ما طلبا
وقوله مشجرًا في أحمد
استودع الله ظبيًا في مدينتكم ... سلامه كان لي في الحال توديعا
حلو المراشف إلا أن مبسمه ... قد رصعته لآلئ الثغر ترصيعا
مهفهف القد إلا أن عاشقه ... على الوداد له ما زال مطبوعا
دنوت منه فحاباني بمنطقه ... فأنتج الفكر تأصيلًا وتفريعا
وقوله
مذ غبت عن ساكني تلك المضارب ما ... أبصرت شيئًا يروق العقل والبصرا
يا رب عجل بلقياهم فلي أمل ... بصدقه لم أزل للوصل منتظرا
قوله في بعض المدائح
فتى يروي المكارم عن يديه ... زكى عن زكي عن زكيّ
سيول عن حياء عن بحور ... عن الأفضال عن كف مليّ
وهذا من قول ابن رشيق في الأمير تميم
أصح وأقوى ما رويناه في الندى ... عن الخبر الماثور منذ قديم
أحاديث ترويها السيول عن الحيا ... عن البحر عن كف الأمير تميم
ولكن أين الثريا من الثرى وحين وقف على قول البدر الدماميني في أهل مكة
يا ساكني مكة لا زلتم ... أنسًا لنا أنى لم أنسكم
ما فيكم عيب سوى قولكم ... عند اللقا أوحشنا أنسكم
أجابه بقوله
ما عيبنا هذا ولكنه ... من سوء فهو جاء من حدسكم
لم نعن بالايحاش عند اللقا ... بل ما مضى فابكوا على نفسكم
ولما خدم الامام المذكور الشريف حسنًا سلطان الحرمين الشريفين بشرح الدر يديه الذي سماه الآيات المقصوره. على الأبيات المقصوره. وقال في ديباجته مادحًا له
سليل النبي المصطفى خير صفوة ... مهذبة قد أنتجتها العناصر
هو الحسن المعدود في الناس أولًا ... لذا عقدت حقًا عليه الخناصر
فلا زال منصور اللواء مؤيدًا ... وأنت له يا مالك الملك ناصر
اتفق إن حكم له تاريخ تأليفه في بيتين كتبهما على ظهره وهما
أرخني مؤلفي ... ببيت شعر ما ذهب
أحمد جود ماجد ... أجازني ألف ذهب
فأنعم له بما طلب. وأجازه ألف ذهب. ومن غريب ما يحكي من بديهته إنه أم ذات يوم بالمسجد الحرام. فلما خرج من المقام. اعترضه رجل من زهاة الغرباء. وقال له يا مولانا أئمة مكة لا يجيدون مخرج الذال المعجمة فقال له نحن فقال نعم قال تكذب تكذب تكذب ثلاث مرات وبالغ في إبانة الذال وقال له إسمع الآن هل نجيد مخرجها أم لا فانقطع الرجل خجلًا والله أعلم
الإمام زين العابدين
بن عبد القادر الطبري الحسني المكي
هو شبل ذلك الأسد. ونجله الأكبر الأسد. سلك سبيل سلفه الصالح. وتهلل بوجوده وجه البدر الكالح. وورد منهل الفضل نميرا. وتصدر في مجالس أربابه أميرًا. وشحذ مرهف طبعه الباتر. فوشي بنتائجه الطروس والدفاتر. وأذكى نار قريحته وأوقد وأتى من خالص الكلام بما لا يعترض ولا ينقد. ولم تزل ناطقة ببراعته السن الكلام. شاهدة بسبق يراعته الجلة الأعلام. إلى أن استأثر به الواحد العلام. فأنقضت أيامه كأنها أحلام. وكانت وفاته لثلاث بقين من شهر رمضان المعظم سنة ثمان وسبعين وألف وقد أثبت له ما تستحليه الأذواق. وتباهي بحسنه القلائد والأطواق. فمنه ما كتبه إلى القاضي تاج الدين المالكي ملغزافي محمود.
يا مفرد العصر في جمع العلوم ومن ... غدا مثنى المثنى صفوة الرؤسا
1 / 27