Soudan
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
Genres
أن إعلان الحماية على مصر أزال السيادة التركية عنها ابتداء من ديسمبر سنة 1914م، وتعتبر غير موجودة في وقت عمل التنازل.
ثانيا:
أن الحكومة التركية اعترفت باستقلال مصر استقلالا تاما، وجعلت لها حرية تقرير مصيرها السياسي. وهذا القرار صدق عليه من مجلس المبعوثين قبل إمضاء معاهدة سيفر.
ثالثا:
أن معاهدة سيفر التي اعترفت فيها تركيا بحماية الإنكليز لمصر إنما وقعها ممثلو الحكومة التركية مرغمين، وفضلا عن هذا فإن الشعب العثماني معارض فيها أشد المعارضة، وهي مع هذا لم تحز تصديق مجلس المبعوثين، ولم تعترف بها بعض الدول إلى الآن. «وقد حلت محلها معاهدة لوزان مع عصمت باشا سنة 1922.»
وحيث إن السيادة لا وجود لها فإن الاعتراف من تركيا لا قيمة له بالمرة؛ لأنها بذلك تقر حقا لغيرها في بلد لا تملكه، ولم نفهم معنى السكوت عن المسألة السودانية بمجرد إظهار إنكلترا لهذا الاعتراف من الحكومة التركية، لأن تركيا اعترفت أيضا بالحماية الإنكليزية على مصر، وهذا لم يمنع المعارضة لها والمفاوضة في المسألة المصرية. (4) مذكرة عن مركز الإنكليز في السودان
وأرسل سموه إلى جريدة التيمس الرسالة التالية ولم تنشرها، فنشرت في جرائد مصر في 2 سبتمبر سنة 1927.
لما رأينا صحف إنكلترا تتعمد تشويه الحقائق فيما تكتبه عن السودان وعن مركز الإنكليز في ذلك القطر من وادي النيل، كتبنا إلى جريدة التيمس رسالة نبسط فيها للرأي العام البريطاني حقائق المسألة السودانية كما يسجلها التاريخ الصحيح ويعرفها ذوو الاطلاع.
ولقد تلقينا من رئيس تحرير تلك الجريدة كتابا يقول فيه: إنه سيحتفظ بمقالنا بقصد الرجوع إليه عند الكتابة في مسألة السودان. وهذا بالطبع معناه عدم الرغبة في نشر ذلك المقال.
وحيث إن أحوال السودان لا تزال تشغل الأفكار في هذا القطر، فقد رأينا أن نرسل ترجمة المقال المذكور إلى الصحف المصرية، وهذا معربه بعد الديباجة. (4-1) المقال
Page inconnue