Soudan
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
Genres
عين كتشنر باشا سردارا للجيش المصري في 12 إبريل سنة 1892 عند استعفاء جرانفيل باشا. (6) منشور كتشنر إلى أهل السودان
وجه كتشنر باشا المنشور التالي إلى أهل السودان:
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين. أما بعد فغير خاف على الحكومة أن الذي حملكم على شق عصا طاعتها إنما هو تصديقكم دعوى محمد أحمد المتمهدي، وقد اتضح لكم الآن أن تلك الدعوى لم تكن من المهدية بشيء، بل هي ثورة دموية أفضت إلى ملك جائر يتولاه الآن عبد الله التعايشي الذي عزل كل أمير من غير أهله وولى أهله فاستبدوا بكم. ولما رأت الحكومة سوء مصيركم أرسلت الآن جنودها الجرارة لانتشالكم من وهدة الضلال التي أوقعكم فيها ذلك المتمهدي وإنقاذكم من الظلم الذي تقاسونه في عهد خليفته التعايشي.
اللورد كتشنر الذي توفي سنة 1916 في خلال الحرب.
وقد كان من مبتدعات المتمهدي وخليفته هذا منع الحج الشريف، مع أنه فرض واجب على كل من استطاع إليه سبيلا. ثم إن كلا منهما فسر القرآن على رأيه وهواه، واستنبط أحكاما شرعية كما أراد، ومنعكم قراءة كتب الحديث والتفسير، فضلا عما يأتيه التعايشي الآن من جمع المال، وتفريق كلمة الإسلام، وهتك الأعراض، وظلم الفقراء، وهدم بيوت الكبراء، وبعد أن كان رجلا مسكينا لا يملك شروى نقير استأثر بأموال الرعية كلها، وسكن القصور المشيدة، واتخذ نساء المؤمنين سراري له، واستحل وطأهن بلا عقد ولا ملك يمين، وهو مع ذلك يدعي الزهد والمسكنة، ويتنعم سرا بكل ما تطيب له نفسه وتقر عينه. وهو ظالم غشوم ما تكلم أحد بالحق إلا قتله أو سجنه أو نفاه. وقد سجن الخليفة شريفا وأهان الخليفة ود حلو وأولاد المهدى، وقتل إبراهيم عدلان وأقارب المهدي مثل عبد القادر ود ساتي علي ومحمد عبد الكريم وإخوانهم، وسجن الزاكي طمل والقاضي أحمد والحسين ود الزهرة، وأماتهم جوعا، وخرب مساجد المسلمين كمساجد الحسن المرغني وأولاد نور الدايم والشيخ العبيد والشيخ حمد النبيل العركي. ونفى أمراء الجعليين مثل بدوي ود العريق وغيره. وبذلك أسخط جميع العالم الإسلامي، وأصبحت مكة المشرفة وكرسي الخلافة العظمى تنظر إلى عمله بعين المقت والكراهة. ولما رأى ولي النعم خديوينا المعظم «عباس حلمي الثاني» أن جرائم هذا الطاغية تزداد يوما فيوما، أخذته الشفقة على المسلمين المظلومين، وصمم على إنقاذهم من الظلم، فأرسل جيوشه المظفرة لكي تهدم أركان دولة التعايشي وتقيم حكومة شرعية مؤسسة على العدل والاستقامة، وتبني المساجد، وتعين على نشر الدين القويم. وقد أصدر سموه عفوه التام عن جميع ذنوبكم، وأمر برد أملاككم. وهو يدعوكم إلى استقبال جيوشه بالترحيب، فإذا قبلتم الدعوة وعرفتم قيمة الإنعام كنتم أنتم الرابحين الناجحين، وإلا فالويل لمن رفض نعمة ربه وكرم خديوينا المعظم. وباسمه لي الرجاء الوطيد أن أراكم قريبا طائعين ومعضدين للحكومة الخديوية والسلام - يونية سنة 1896.
الإمضاء: كتشنر قائد جيش حملة السودان وسردار الجيش المصري (7) عود إلى دنقلة
وقد تقدم الجيش في 23 سبتمبر سنة 1896، واحتل دنقلة، وتقهقر المهديون بقيادة ود بشارة وسلم الأمير حسن النجومي، وفي 24 سبتمبر سنة 1896 تم احتلال الدبة، وفي 26 سبتمبر احتل مروى.
ونظم السردار المديرية، وتلقى تهنئة الخديوي والنيشان العثماني العالي من الطبقة الأولى. وانحلت حملة دنقلة في 15 أكتوبر سنة 1896، وعادت الأورطة الإنكليزية إلى مصر، وكان في الحملة إبراهيم فتحي بك «باشا» قومندان الأورطة السابعة والملازم حسن بدر «باشا»، ومدت السكة الحديد إلى الكرمة. (8) استعادة بربر
تمرد عبد الله ود سعد أمير الجعليين على التعايشي، فأرسل إليه الأمير محمود فقتل ود سعد ورجاله، وأسر الجعليون والشايقية وسيقوا إلى أم درمان. (9) أهمية عطبرة وحالتها اليوم
تقع مدينة عطبرة الحالية على الشاطئ الأيمن للنيل بعد ملتقاه بنهير عطبرة بقليل، وتشبه في موقعها الخرطوم بحري «الحلفاية». وعلى بعد 70 ميلا تقريبا على نهير عطبرة عند قرية النخيلة حصلت موقعة أتبرة
Page inconnue