لا أسمع من الإذاعات ولا أقرأ في الصحف إلا هذه العناوين: حقوق المرأة، يجب أن تعطى حقوقها، لا رقي ما لم ينل شطرنا الآخر حقوقه، وما سمعت أحدا وجه إليك ملاحظة يا مولاتي، ترى هل صارت كل أنثى كاملة ولا تقصير عندها؟ ترى ألا ينقص البيت شيء، أما أنت ربته لا الرجل؟
أنا يا مولاتي، وإن كنت شيخت، فلي لسان حال يردد ما قاله البهاء زهير منذ بضعة قرون:
ونعم كبرت وإنما
تلك الشمائل باقية
ويميل بي نحو الصبا
قلب رقيق الحاشية
فيه من الحب القديم
بقية في الزاوية
إذن أرجوك وأتضرع إليك أن تحملي كلماتي على محمل الصدق والإخلاص، إن ثقتي بمجموعكن كبيرة، ولست أعني ولا أصف أو أصور في حديثي هذا إلا نموذجا واحدا الآن، وما أكثر نماذج الحياة وصورها!
فإلى تلك المعتكفة في غرفة الزينة تائهة بين مرآتين، تتأمل قوامها من الجهات الست وكأنها مصور ينظر في إحدى روائعه التي يريد أن يتقدم بها إلى معرض عتيد، إلى تلك المنكبة بيديها الثنتين على دلك خديها وتزجيج حاجبيها وتكحيل عينيها؛ أسوق هذا الحديث وإن ثقل عليها.
Page inconnue