وقال النووي: "اتفق العلماء على الثناء على أبي داود، ووصفه بالعلم الوافر والإتقان والورع والدين والفهم الثاقب في الحديث وغيره"١.
مكانته العلمية، وثناء أهل العلم عليه:
عاش أبو داود ﵀ في بيئة علمية مكنته من ارتقاء أرفع مراتب المعرفة، وخاصة في علم الحديث النبوي الشريف، إلى جانب ما بذله من جهد شاق خلال رحلاته المتتالية وتتلمذه على من طارت شهرتهم في الآفاق، فكان من نتيجة هذه العوامل مجتمعة أن أصبح ﵀ عَلمًا من أعلام الإسلام. وهذه طائفة من أقوال الأئمة والحفاظ فيه:
قال أبو بكر الصاغاني: "ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود ﵇ الحديد"٢. وقال أبو عبد الله بن مندة: "الذين أخرجوا وميزوا الثابت من المعلول والخطأ من الصواب أربعة: البخاري ومسلم، وبعدهما أبو داود والنسائي"٣.
وقال أبو عبد الله الحاكم: "إمام أهل الدنيا في عصره بلا مدافعة"٤.
وقال أبو بكر الخلال: "الإمام المقدم في زمانه لم يسبق إلى معرفته بتخريج العلوم وبصره بمواضعه، رجل ورع مقدم"٥.
وقال موسى بن هارون: "خلق أبو داود في الدنيا للحديث وفي الآخرة للجنة"٦.
_________
١ تهذيب الأسماء واللغات ٢/ ٢٢٥.
٢ طبقات الشافعية للسبكي ٢/٢٩٣.
٣ تهذيب التهذيب ٤/ ١٧٢.
٤ تذكرة الحفاظ ٢/٥٩٢.
٥ طبقات الشافعية ٢/٢٩٥.
٦ طبقات الشافعية للسبكي ٢/ ٢٩٥.
1 / 21