199

Études sur les religions juive et chrétienne

دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية

Enquêteur

-

Maison d'édition

مكتبة أضواء السلف،الرياض

Édition

الرابعة

Année de publication

١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

الواجب على النصارى أن ينسبوه إلى أمه مريم لا إلى رجل أجنبي عنه. خاصة وأن ولادته منها كانت معجزة عظيمة وآية باهرة، فنسبته إليها فيه إظهار لهذه المعجزة وتأكيد لها وإعلان، أما نسبته إلى رجل وليس هو أبوه فيه إخفاء لهذه المعجزة واستحياء. والله ﷿ في القرآن الكريم صرح في مواطن عدة بنسبته إلى مريم ﴿الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾ المائدة (١٧،٧٢،٧٥) ﴿عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ﴾ .آل عمران (٤٥) النساء (١٥٧،١٧١) .
٢- أن صاحب إنجيل متى أسقط أربعة أباء من سلسلة النسب ثلاثة منهم على التوالي بين "عزيا ويورام" حيث النسب كما هو في أخبار الأيام الأول (٣/١١-١٣) "عزريا بن أمصيا بن يواش بن أخزيا بن يورام"،كما أسقط واحدًا بين "يكنيا ويوشيا" وهو "يهو ياقيم" وسبب إسقاط اسم يهوياقيم بين يوشيا ويكنيا هو أن "يهوياقيم" هذا مَلَكَ دولة يهوذا بعد أبيه، إلا أنه كان عابداّ للأوثان فكتب له "إرميا" يحذره من قبيح صنعه، ويبين له مغبة أفعاله، فأحرق "يهوياقيم" الكتاب ولم يرجع عن غيه، فقال عنه إرميا حسب كلامهم "لذلك هكذا قال الرب عن يهوياقيم مَلِكِ يهوذا لايكون له جالس على كرسى داود وتكون جثته مطروحة للحر نهارًا وللبرد ليلًا" سفر إرميا ٣٦/٣٠) .
ومعنى هذا الكلام أنه لا يكون من نسله ملك، فأسقطه "متى" لهذا السبب، وعلل صاحب تفسير العهد الجديد ذلك التصرف بأن "متى" أراد أن يجعل كل مجموعه من النسب تحوي أربعة عشر إسمًا١.

١ تفسير العهد الجديد ص٣. وقد نص صاحب إنجيل متى على أن جميع الأجيال في أباء المسيح "من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلًا، ومن داود إلى سبى بابل أربعة عشر جيلًا، ومن سبى بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلًا". متى (١/١٧) وهذا خطأ إما متعمد أو غير متعمد، وكلاهما يدل على أن الكلام ليس من عند الله ولا من وحيه.

1 / 228