Stopping the Temptation: A Critical Study of the Instigators' Suspicions and the Trials of Jamal and Siffin According to the Methodology of the Muhaddithin

Ahmad Mahmoud Al-Shawabkeh d. Unknown
88

Stopping the Temptation: A Critical Study of the Instigators' Suspicions and the Trials of Jamal and Siffin According to the Methodology of the Muhaddithin

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

Maison d'édition

دار عمار للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Lieu d'édition

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

Genres

لقدره، وعرفانًا بفضله، وتعبيرًا عن محبَّتنا له، وذلك من علامات صدق الإيمان. وقد جاءت الآية مؤكّدة للصّلاة بمؤكِّدات سبعة: إنَّ والجملة الاسميَّة، وصلاة الله، وصلاة ملائكته، وصلاة الّذين آمنوا، والإخبار، والنِّداء، والأمر. كما أَكَّدَتْ السَّلامَ بالمصدر، وهذا فيه دلالة واضحة على وجوب امتثال أمر الله بالصَّلاة والسَّلام على نبيِّه محمَّد ﷺ الّذي بَلَغَ العلى بعصمته وكمال رسالته، فلم تعد البشريَّة بحاجة إلى الرُّسل والرِّسالات من بعده! وليس صلاتنا عليه ﷺ شفاعة له، ومن أين لمثلنا أن يشفع لمثله ﷺ! وإنّما المراد بالصّلاة على النَّبيِّ ﷺ من الله رحمة، ومن الملائكة استغفار، ومن المؤمنين دعاء. والمؤمن إذا صلّى على نبيّه ﷺ عاد ذلك عليه بالرّحمة، فإذا سأل لنبيّه ﷺ الوسيلة حلَّت له الشَّفاعة، روى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنّه سمع النَّبيّ ﷺ يقول: " إذا سمعتم المؤذّن، فقولوا مثل ما يقول، ثمَّ صلّوا عليَّ؛ فإنَّه من صلَّى عليَّ صلاة صلَّى الله عليه بها عشرًا، ثمَّ سَلُوا الله لي الوسيلة فإنّها منزلة في الجنَّة لا تنبغي إلاّ لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلَّت له الشَّفاعة " (^١). فالنَّبيُّ ﷺ خير شافع، وأوّل شافع، وأوّل مشفّع، وقد أغناه الله تعالى بفضله عمَّن سواه، أخرج مسلم عن أبي هريرة، قال: قال النَّبيُّ ﷺ: " أنا سيّدُ ولد آدم يوم القيامة، وأوّل من ينشقُّ عنه القبرُ، وأوّل شافع، وأوَّل مشفّع " (^٢). قولهم: هل شَكَّ النَّبيُّ ﷺ في حقيقة ما قصّ الله عليه؟ قالوا: وهل شكَّ النّبيُّ ﷺ في حقيقة ما قصّ الله عليه في هذا الكتاب، حتّى ينهاه الله تعالى عن أن يكون من الممترين؟! فقد قال الله تعالى: ﴿فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ

(^١) مسلم " صحيح مسلم بشرح النّووي " (م ٢/ج ٤/ص ٨٥) كتاب الصّلاة. (^٢) مسلم " صحيح مسلم بشرح النّووي" (م ٨/ج ١٥/ص ٣٧) كتاب الفضائل.

1 / 89