صلاح البيوت
صلاح البيوت
Maison d'édition
مطبعة السلام - ميت غمر
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
٢٠٠٩ م
Lieu d'édition
مصر
Genres
فرجعت أم موسى بولدها راضية مرضية، قد أبدلها الله بعد خوفها أمنًا في عز وجاه ورزق دارّ، ولهذا جاء في الحديث: (مثل الذي يعمل ويحتسب في صنعته الخير كمثل أم موسى ترضع ولدها وتأخذ أجرها)، ولم يكن بين الشدة والفرج إلا القليل يوم وليلة، فسبحان من بيده الأمر، يجعل لمن اتقاه بعد كل هم فرجًا، وبعد كل ضيق مخرجًا، ولهذا قال تعالى: ﴿فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا﴾ أي به ﴿وَلَا تَحْزَنَ﴾ أي عليه ﴿وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ﴾ أي فيما وعدها من رده إليها وجعله من المرسلين، وقوله تعالى: ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ أي حكم الله في أفعاله وعواقبها المحمودة، فربما يقع الأمر كريهًا إلى النفوس وعاقبته محمودة في نفس الأمر، كما قال تعالى: ﴿فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا﴾ هذه القصة من أعظم القصص في اليقين علي الله ﷻ، حيث أن الوحي الذي أوحاه الله ﷿ لأم موسى كان وحي إلهام، ومع ذلك امتثلت ما أمرها به ربها مع شدة حبها لابنها
- يقين أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ﵂:
عندما رجع الحبيب محمد ﷺ من الغار وقص عليها مجيء جبريل ﵇، فقال له: اقرأ ...... وأخبرها الخبر، وقال لقد خشيت علي نفسي، فقالت خديجة: كلا، والله لا يخزيك الله أبدًا ... إنك لتصل الرحم، وتقرى الضيف، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين علي نوائب الحق .. فو الله! لقد صدق يقينها وما أخزاه الله أبدا ..
واختاره لنبوته ورسالته، وجعله خليله .. وحبيبه .. ومصطفاه ﷺ.
1 / 28