238

Livre de la politique ou la marche des rois

سياست نامه أو سير الملوك

Chercheur

يوسف حسين بكار

Maison d'édition

دار الثقافة - قطر

Numéro d'édition

الثانية، 1407

إحرامنا وقتلتم واحد من دون ذنب فاضطررتمونا إلى حمل السلاح وإذا ما ذاع في العالم أن المكيين يتأبطون الأسلحة ويعبثون في الحجيج قتلا فسيعزف الناس عن الحج وتوصد طريقه وتسوء سمعتكم لا تفسدوا علينا حجنا بل دعونا نؤدي الفريضة وخيل للمكيين صدق قوله ولم يستبعدوا أن أحد قد تحرش بهم فشهر سلاحه عليهم وقتل واحد منهم واتفقوا على أن يعيد الجانبان السيوف إلى أغمادها وأقسما بالقران الكريم يمينا لا رجعة فيها بألا يعودا إلى القتال ثانية وأ يتراجع المكيون ويعيدوا المصاحف إلى امكنتها في الحرم حتى يتمكن الجانبان من زيارة الكعبة وتأدية مناسك الحج وأقسم المسلمون من المكيين والحجاج كما أقسم أبوطاهر ورجاله وفق إرادتهم ثم تراجعوا وألقوا السلاح وعاد المكيون ثم أعادوا المصاحف إلى أماكنها واستأنف الحجيج تأدية مناسكهم وطوافهم

ولما راى أبو طاهر أن حملة السلاح قد تفرقوا أمر أعوانه أن هبوا إلى السلاح واندفعوا إلى الحرم واقتلوا كل من تلقونه في داخله وخارجه واندفعوا بسيوفهم ورماحهم إلى الحرم بغتة وأخذوا يقتلون كل من يجدونه في طريقهم إلى ان قتلوا المجاورين جميعا وخلقا كثيرين غيرهم وجعل الناس يلقون بأنفسهم في الابار ويقرون إلى رؤوس الجبال خوفا من السيف

وأخرج القرامطة الحجر الأسود من الكعبة وصعدوا إلى سطحها وخلعوا ميزابها الذهبي وهم يرددون لقد صار ربكم إلى الساء وخلى بيته الكعبة نهبا مضاعا في الأرض انهبوه ودمروه ثم نزعوا كسوة الكعبة عنها ونهبوها قطعة قطعة وهم يرددون باستهزاء بعض الآيات الكريمة {ومن دخله كان آمنا} {وآمنهم من خوف} ويقولون أيضا لماذا لم تأمنوا شر سيوفنا وقد دخلتم الكعبة لو كان لكم إله لوقاكم جراحات سيوفنا وأمنكم من خوفها وغير هذا من عبارات الكفر ثم استولوا على نساء المكيين وأبنائهم وأخذوهم سبايا معهم أما القتلى فتجاوز عددهم عشرين ألفا فضلا عمن ألقوا بانفسهم في الابار أحياء حتى هؤلاء أمر أبو طاهر بإلقاء القتلى فوقهم ليلقوا حتفهم أيضا واما غنائمهم فكانت مائة ألف بعير ومقادير لا حصر لها من الذهب والفضة والدنانير والقصب والمسك والعنبر وطرائف أخرى ثمينة ولما عادوا إلى الاحساء بعثوا

Page 280