16

Livre de la politique ou la marche des rois

سياست نامه أو سير الملوك

Chercheur

يوسف حسين بكار

Maison d'édition

دار الثقافة - قطر

Numéro d'édition

الثانية، 1407

الفصل الرابع في عمال الخراج والتقصي الدائم لأحوالهم وأحوال الوزراء

يجب أن يوصي عمال الخراج بأن يحسنوا معاملة خلق الله تعالى وألا يحصلوا منهم سوى ما يترتب عليهم من أموال حتى هذه تجب المطالبة بها برفق وأدب وألا تؤخذ منهم قبل جني المحاصيل والثمار لان في تحصيلها قبل الأوان إرهاقا للزراع وتضييقا عليهم يضطرهم إلى بيع محصولاتهم قبل أوان نضجها بنصف الثمن وفي هذا من الظلم والجور مافيه وعلى عمال الخراج أن يقرضوا كل من يحتاج من الناس إلى البذار والأبقار مالا يسد به حاجته ويقضي به عوزه ليظل في حبور وطمأنينة ويبقى في أرضه ووطنه لا يغترب عنهما

حكاية في هذا المعنى

سمعت أنه لما حل القحط الذي دام سبع سنوات في عهد الملك قباذ وانقطعت خيرات السماء أمر عماله ببيع ما كان لديهم من غلات والتصدق ببعضها ومساعدة الفقراء من الخزينة وبيت المال حتى إن شخصا واحدا لم يمت جوعا في أرجاء مملكته في تلك المدة وعلة هذا تحريه لعماله ومتابعته لهم وتوجيههم وتقريعهم

وينبغي الاستفسار الدائم عن كل عامل وتقصي أخباره فإن كان يسير على النحو الذي ذكرنا فليحتفظ به وإلا فليستبدل بآخر مناسب وأن كان غصب الناس شيئا دون حق يجب استرداده منه ورده الى من غصبه منهم ثم مصادرة ما يتبقى لديه من مال وتحويله إلى الخزينة وعزله بعد ذلك على ألا يسند اليه أي عمل البتة ليكون عبرة للآخرين من المتطاولين واللصوص

Page 58