واما تشريد الصالحين وطردهم فكفعله بابي ذر حين رد على كعب في مجلسه اذ قال: ليس في المال حق غير الزكاة بقوله تعالى { وآتى المال على حبه } الاية فقال: ما اكثر اذاك لي غيب وجهك فانتقل إلى الشام فكتب اليه معاوية احمل أبا ذر اليك والا افسد عليك القلوب فقال: ارسله، فارسله محمولا على بعير عليه قتب يابس يطرد به خمسة من الصقالبة إلى المدينة وقد اسلخت بواطن افخاذه وكاد يتلف فلما افاق بعد عشرين ليلة احضره وقد هيأ بني أبي العاص ليكذبوه وقد ارسل إلى قريش فجمعها فقال لا انعم الله لعير عينا فقال ما سماني الله عيرا وما غيرت العهد الذي فارقت النبي عليه ولا بدلت فقال عثمان كذبت على نبينا وطعنت في ديننا وفارقت راينا وضغنت قلوب المسلمين علينا وقد راينا أن نقتله أو نصلبه أو ننفيه من الارض وقال هل ادلكم على خير من ذلك واقرب رشدا انزلوه منزلة مؤمن آل فرعون أن يك كاذبا فعليه كذبه وان يك صادقا إلى قوله كذاب بعد أن قال عثمان تكلم حتى يكذبوك هؤلاء فقال أبو ذر اني اسالهم فان صدقوني تكلمت والا كففت ثم سالهم بالله وباسمائه هل سمعوا رسول الله عليه السلام يقول ما اقلت الغبرا ولا اظلت الخضرا اصدق ذي لهجة من أبي ذر قالوا اللهم نعم ثم قال لقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول اذا بلغ بنو العاص ثلاثين رجلا جعلوا مال الله دولا ودينه دغلا وعباده خولا فقال له عثمان كذبت فاجابه
Page 34