Le Secret de la Fabrication de la Syntaxe
سر صناعة الإعراب
Maison d'édition
دار الكتب العلمية بيروت
Numéro d'édition
الأولي ١٤٢١هـ
Année de publication
٢٠٠٠م
Lieu d'édition
لبنان
Genres
Grammaire et morphologie
على التمييز، كما تقول: لقد علم الأيقاظ عيونا تزججها، فأخفيها، في أنه" أزيل خفاءها": بمنزلة قوله "لو أننا نشكيها": أي نترك لها ما تشكوه.
فكذلك أيضا يكون قولنا: "أعجمت الكتاب": أي أزلت عنه استعجامه، كما كان أخفيها، أزيل خفاءها، ونشكيها: بمنزلة ندع لها ما تشكوه.
ونظيره أيضا: أشكلت الكتاب. أي أزلت عنه إشكاله. وقد قالوا أيضا: عجمت الكتاب، فجاءت "فعلت" للسلب أيضا، كما جاءت أفعلت.
ونظير عجمت في النفي والسلب، قولهم: مرضت الرجل: أي داويته ليزول مرضه، وقذيت عينه، أي أزلت عنه القذى١. ومنه "رجل مبطن": إذا كان خميص البطن٢، كأن بطنه أخذ منه، فجاءت "فعلت" للسلب أيضا، وإن كانت في أكثر الأمر للإيجاب، نحو: علمته، وقدمته، وأخرته، وبخرته: أي أوصلت هذه الأشياء إليه، وكذلك: عجمت الكتاب أيضا. مثل: مرضته، وقذيت عينه.
ونظير فعلت وأفعلت في السلب أيضا "تفعلت"، قالوا: تحوبت٣، وتأثمت، أي تركت الحوب والإثم، وإن كان "تفعلت" في أكثر الأمر تأتي للإثبات، نحو: تقدمت، وتأخرت، وتعجلت، وتأجلت، فكذلك أيضا أعجمت الكتاب وعجمته: أي أزلت استعجامه.
فإن قيل: إن جميع هذه الحروف ليس معجما، إنما المعجم بعضها، ألا ترى أن الألف، والحاء والدال ونحوها، ليس معجما، فكيف استجازوا تسمية جميع هذه الحروف حروف المعجم؟ ٤.
_________
١ القذى: ما يسقط في العين والشراب، وقذيت عينه من باب صدي سقطت فيها قذاة فهي قذى وقذت عينه: رمت بالقذى. مادة "ق. ذ. ى". اللسان "٥/ ٣٥٦٢".
٢ خميص البطن: الأخمص ما دخل من باطن القدم فلم يصب الأرض، والخمصة الجوعة، وخمص بطنه خلا وضمر، "ج" خماص وخمائص. اللسان "٢/ ٣٥٦٢".
٣ تحوبت: الحوب بالضم والحاب الإثم، وقد حاب بكذا أي أثم. اللسان "٢/ ١٠٣٦".
٤ فكيف استجازوا تسمية هذه الحروف حروف المعجم؟: أسلوب إنشائي في صورة استفهام الغرض منه الاستنكار.
1 / 52