فتنبه جريجوار لمعنى هذه الجملة، وصار يسكب لإيفان الخمر كأسا بعد كأس، ثم قال له: إن كان لكلامك صحة، فأقم عليه إن شئت البرهان.
قال إيفان: لك ذلك، فاصرف من في الحان.
فقام جريجوار ونبه الحاضرين إلى قرب انتصاف الليل، ودعاهم للانسحاب طبقا لأوامر الشرطة، ولما خلا بإيفان ولم يبق في الحانة إلا الخادمان الآخران قال له: هات برهانك.
قال إيفان: ما قولك إذا دعوت مولاتي فاننكا إلى الحضور لهنا، ولبت دعوتي وشربت كأسا في نخبنا؟
فصاح جريجوار: إنك لمجنون.
قال إيفان: والجنون فنون، فهل تراهن على ما أقول؟
قال جريجوار: لك ما تريد. ثم أضاف هازئا: وإن تيسر لك الأمر فلا تنس أن تأمر مولاتك يا سيدي إيفان بإحضار زجاجة من الخمر معها؛ فخمور القصر أجود من خمور الحان.
أجابه إيفان: ولكن لنتراهن أولا، فإن تم لي الأمر أشرب وأسكر عاما في حانك بلا مقابل، وإن لم يتم أعطك مائتي روبل.
قال صاحب الحان: لك ذلك.
واتفق الصاحبان، ثم افترقا مستشهدين الخادمين على ما اتفقا.
Page inconnue