الله عنه أريد منكم رجال يساعدوني على سوقها فما استتم كلامه حتى برز له خمسة رجال من شجعانهم وقالوا يا بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن غلمانك وخدامك ومهما امرتنا به امتثلناه وتقدموا إلى تلك الغنائم فساقوها بين يدي الامام رضي الله تعالى عنه وهو سائر مسرور بما فتح الله على يديه ولم يزالوا سائرين إلى أن دخلوا وادي الظل الذي فيه الرعاة فعرفوا الامام رضي الله عنه ونظروا سائقة الغنم الخمس رجال ورأس عدو الله المغضب مع الامام فلما تأملوا ذلك فرحوا فرحا شديدا وكانت الرجال لما اخذت مواشيهم كبرت بليتهم خوفا على أنفسهم من أصحابها وأيقنوا بالقتال وقال اهربوا وقال بعضهم كيف نهرب ونترك أهلنا وقال بعضهم على رسلكم حتى ننظر امر صاحبنا ولقد رأينا منه شجاعة عظيمة اما رأيتم كيف قفز وعدي النهر بوثبة واحدة إلينا وقال بعضهم يا ويلكم تتوهمون الأباطيل من الأماني وتظنون ان رجلا واحد يصل إلى أربعة آلاف فارس شجاع عوابس لم يزل معموم على ذلك منقلبون إلى أن ذهب النهار فباتوا قلقين بقية ليلتهم إلى أن برق ضياء الفجر وطلعت الشمس فبينما هم كذلك الرجاء والأمان إذ طلع من بطن الوادي طالع فناهوه فإذا هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والغنائم بين يديه والخمس رجال يسوقونها معه فلما رأى القوم ذلك بهتوا وقالوا انه ما خلصها من المغضب وقومه الا بعد قتال شديد وصاروا في هذا ومثله إلى أن قرب منهم الامام رضي الله عنه فلما وصل إليهم قام رجل من رجالها يقال له جنبل بن وكيع وقال انا أسأله لان اللسان يقصر عن وصف هذا الانسان الجليل المقدار ولولا أرادنا ما كان نزل عندنا ولو كرهنا لقتلنا عن آخر نا واخذ سلبنا ومواشينا ولكن لابد ان أخاطبه وأجاوبه القاصد للمقصود فان خاطبني لا يخفى على ما عنده فقالوا له افعل ما بدا لك وما تريد (قال الراوي) فتقدم جنبل بن وكيع إلى الامام رضي الله عنه ورحب به وقال يا فتى الفتيان ان الذي بين يديك من الغنيمة هولك وأنت أحق به من غيرك لأننا يا مولانا تحت الرجاء لكرمك متطاولون ان مننت فلك ما أحسنت وان فعلت
Page 29