لاعتقادها انها يندر وجود من هي أجمل منها في عصرها وقد تربت على الترفه والدلال صارفة كل وقتها إلى درس العلوم واللغات جاعلة تحياتها في الدرجة الاولى بين بنات مدينتها وماشاكلهم .
وأما تأسفها على أبيها فلم يطل كثيرا في قلبها أولا لأمها تعلم أنه مات من جراء ظلمه وخداعه وإن جزاء الظلم والخداع الموت لا محالة فالله سبحانه لا يبقى على الظلمين طويلا وثانيا لأن محبة الأمير كانت قد رسخت في قلبها فنفت الزن حالا وشغلتها عن التأثر من فراق أبيها وموته وبعد ثلاثة أيام لم يكن قد مات لحا أب بل كان كل شاغل يشغلها ميلها إلى الغرام الجديد الذي كان قد استولى عليها وهي تبعث برسلها لتعرف ما يصنع الأمير فتخبر أنه يفعل كذا وكذا فقول في نفسها أنه اليوم لا يزال بشغله في تدبير أحوال المدينة ولابد أنه في الغد يتذكرني ويرسل فيدعوني إليه وأنه يحضر عندي ويشكرني على ما فعلته معه وحينئذ أطلب منه ما أريده وهو أن يأخذني معه ويبقينى عنده . وطال عليها المطال على هذا المنوال عدة أيام إلى أن ثبت عندها أن الأمير فرغ من كل عمل ول يحضر إليها وتأكدت أيضا أنه نسيها والسبب كثرة اشغاله ومهامه قد أعطى «الصفات الكاملة ونال الخصال الحميدة وصورت لا المحبة أنه أفضل رجل في الدنيا ولذلك عمدت أن تذهب إليه ثانية وتذكره بنفسها وتعرض عليه محبتها وتطلب منه المكافأة على خلاصه من الموت وصبرت على ذلك إلى أن كان مساء ذات يوم فلبست أفخر ما عندها من الثياب الخدادية ووضعت على رأسها نقابا من الحرير الأسود فأصبحت كأما النجمة اللامعة في ليل حالك السواد ومشت تحت أستار الاعتكار إلى أن وصلت إلى القصر القائم فيه فدخلته وهي مظهرة على نفسها الذل والكابة وعندما وصلت إلى نصف القصر اعترضها الأمير عمر العيار حيث كان قائم) على حراسة الأمير الليل بطوله خوفا من أن يغدر به أحد فل) رآها ضاح بها وقال لها من أنت وماذا تريدين فقالت له أخبرني أنت أولا عن نفسك وأطلعني على أمرك حتى إذا رأيت فيك الامانة وعرفت من أنت أطلعتك على حقيقة أمري فقال لها أنا عمر العيار أخو حمزة ورفيقه في كل حياته أحرسه بالليل والغهار وأمنع عنه طوارق الأشرار .
فلما علمت أنه عيار حبيبها قدمت يدها إليه وقالت له أغننى أيها الأمين وأشفق لحالي أنا بنت قيصر الذي قتله أخوك والسبب قتله كنت أناءحيث أني عرفت أن مراده يسلك سبيل الخداع والاحتيال ويبلك ضيوفه الذين ركنوا إليه كل الركون فاتخذوه صديقا وأمنوه على نفوسهم وقد نبيته عن ذلك وبينت له عاقبة الظلم فلم يرجع فأتيت الحمام وأخبرت أخاك بدسيسة أبي وأوصيته أن ينظر إلي ولا ينساني ومنذ ذلك الحين لم أعد اراه قط وقد نسيني كل النسيان لا لقلة امانة فيه أو لسبب آخر لكوني اعلم أن أشد العرب أمانة ووفاء يعرفون الجميلة ويوفون المودة حقها ولا يضيع عندهم معروف قال نعم لقد أصبت ولكن ١1/4
Page inconnue