Sirat Amir Hamza

Anonyme d. 650 AH
175

Sirat Amir Hamza

Genres

كان فيها وكان صباح اليوم الثاني أمر أن تدفن جثث الموق وتوارى التراب وتغسل المدينة من الدماء التي لطخت بها من جراء غدر ملكها ثم إنه بعد ذلك دعا اليه أعيان المدينة وامراءها فوقفوا بين يديه أذلاء فقال لهم أنتم تعلمون أن جل غايتي كانت أن أقبض الأموال التي أتيت لاجلها بطلب الملك كسرى ومن ثم أعود راجعا من حيث أتيت وقد وعدني ملككم بدفع كل ما هو مطلوب وطيب خاطري قاصدا بذلك غشي وهلاكي وهلاك قومي غير أن الله سبحانه وتعالى محافظ على حياتي لا يريد ببلاكي فأرسل لي ملاكة بصفة إحدى بناتكم وأطلعني على دسيسة وأخرجني من الحمام حالا مع قومي وكان لي الحق إذ ذاك أن أقتله وانتقم لنفسي منه فقتلته وبعد ذلك وجدت أنه قد بعث بعسكره إلى مفاجأة رجالي وقد داروا بهم وأجذوا في أن يفنوهم ويبلكوهم فخلصتهم وم أبق على ظالم قط وعليه فقد أحضرتكم الآن لأخبركم اني ما كنت ظالا عليكم ولا كنت اقصد شرا لأحد من مدينثكم وما فعلته كان من قبيل الأخخذ بالثار فاصغوا إلي وأخلصوا الطاعة فابقى ملككم لكم وأرحل عنكم بعد أن أقر رحال البلاد وأقيم عليها ملكا تختارونه أنتم إمامن سلالة ملككم المقتول وإما رجلا آخر منكم يكون فيه اللياقة وتتفقون عليه جميعكم فقالوا له إننا نحن عبيد لكم طائعون وليس لنا دخل قط بعمل الملك ولا عرفنا ماذا يقصد فلأجل هذا نريد منك الآن أن تعفو عنا وتقبلنا وتدبر أمرنا بحسب اختيارك وإرادتك فطيب قلوبهم ووعدهم بكل جميل وخير وجعل يصلح شأن المدينة ويغير في حكامها وأعضاء محاكمها وقد أحبه الكبير والصغير وعرفوا أنه رجل عادل قد أعطى من الله معرفة وبسالة لم تعط قبل لغيره من أبناء الحبلة البشرية فسبحان من يختار من عباده من ينفذ غايته فهو الحكيم القدير .

. قال لنرجع في حديثنا إلى مريم بنت الملك قيصر فانها بعد أن أخبرت الأمير حمزة وهو في الحمام .بعمل أبيها | تقدم معنا رجعت إلى قصرها وهي كائمة عملها وقد رسخ في ذهنها رسم جماله وقامته وهيئته وأخذ بمجامع قلبها وعلقت أملا كبيرا به وقالت في نفسها لابد له من أن ينظر إل نظر الحبب ويتسخذني إليه زوجة وأبقى عنده حيث قد وعدني أنه لا ينساني وأنه ينظر إلي ولا ريب أنه يفتكرني ويتذكرني في كل دقيقة لأني كنت السبب في حياته ونجاته من الموت ولولاي لكان هلك وفيا هي جالسة في بيتها وصل إليها الخبر بأن الأمير حمزة قد قتل أباها وأقام القتل في المدينة فتمكنت منها مفاعيل الحزن فبكت وناحت وندبت أباها

وعرفت أنها كانت السبب في موته وصرفت كل ذاك اليوم بالبكاء وقد حضر عندها النساء

وعزينها بأبيها ومنغبن من ظنت أنها هي التي أعلمت الأمير حمزة فخلص من الموت وقتل

أباها . وكانت تارة تلوم نفسها على ما فعلت وطورا تمدح ذاتها من عملها حيث انها خلصت

الأمير من الموت وبسبب هذا الخلاص بنت لها برجا متيئا في مستقبل حياتها إذ كانت قد

ترجح عندها أنه يكافئها على ذلك بما تريده منه وهي زواجه وكان يثبت عندها ذلك 78

Page inconnue