قال السيد شرف الدين: وكان محبوبي في المسير بين يديه إلى جهة مارب فأخرني لأجل الحادث وأمرني لأجل الغارة فنهض أمير المؤمنين عليه السلام وأمر بحبس السلاطين أهل مسور وقيد عصبان بن صعصعة لما أحسه من فسادهم وأن سرهم واحد وأظهر القوم الحرب في مسور وتجمع إليهم كل مفسد في نواحي المغرب وبقي أمير المؤمنين بين أمرين إن يرجع اختل الجوف والمشرق ومأرب ولم يأمن وثبة أسد الدين ومن يقول بقوله على جهات المشرق كلها، وإن تقدم فقد شغل خاطره ما وراه، فرأى التقدم إلى مأرب وأمر بحرب القوم على أي وجه ريثما يقضي مأربه بمارب ولما علم الأمير حسام الدين محمد بن قتيبة وسائر الأمراء والمقدمين في الجوف بإقبال أمير المؤمنين إلى المحطة المذكورة فرأى أمير المؤمنين القدوم إلى الجوف ومأرب أولى فنهض الإمام بالجنود بكرة الإثنين سابع شهر المحرم سنة خمسين وستمائة.
قال السيد شرف الدين يحيى بن القاسم رضي الله عنه: لما بلغت إلى ههنا عارضني وجع وذلك في شهر صفر سنة خمس وخمسين وأشفقت منه فإن عوفيت أتممت وتوكلت على الله سبحانه وتعالى وإن كان غير ذلك فلينقل الثقة ما علقت على الوجه الصحيح وأنا أبرأ إلى الله من زلل اللسان ومن كل هفوة هفوتها وأستعين به وأستغفره مع أني قد تحريت واستقصيت في البحث فإن كانت رواية خلاف ما علقت فلعلها سهو ممن نقل إلي.
قال السيد شرف الدين رضي الله عنه: ثم إن الله تبارك وتعالى أمدني بمواد العافية وشفاني من الشكوى التي ذكرتها فله الحمد كثيرا [83أ-أ].
Page 262