اتصل الحديث بوقوف الإمام عليه السلام في بيت بوس.
قال الراوي: وكان أمير المؤمنين عليه السلام قد صدر الأمير الكبير المقدم أسد الدين محمد بن سليمان بن موسى يلزم مرصدا في بلاد سنحان خوفا من مرور أسد الدين على خفية وهو موضع يسمى حصن الزيلة بأعلى وادي يكلا وأمر الفقيه الفاضل التقي المجاهد حسام الدين أحمد بن يحيى الزيدي الصعدي إلى موضع آخر في بلاد سنحان، فاجتمع إليه سنحان بأسرهم وكان المتولي لبلدهم والناظر في مصالحهم عن أمير المؤمنين وكان حسن السيرة شديد العزيمة على أعداء الله تعالى لا تأخذه في الله لومة لائم فحط في موضع يسمى سيان من بلاد سنحان واجتمع إليه قبائل سنحان بأسرها وشيوخها وكانوا عدة منهم جعدان بن وهب وأسعد بن سعيد وبشير بن صبرة وابن الدريحل وعدة من الشيوخ غاب [71ب-أ] عني حفظ أسمائهم مع الفقيه المذكور مظهرون للمحبة ومبطنون للنفاق بعد أن أخذ عليهم الفقيه العهود وأنصفهم وقربهم وأحسن إليهم وأمير المؤمنين عليه السلام في خلال ذلك يتابع إليه الكتب ويحذره من مكر القوم وغدرهم فحسن الفقيه بهم الظن وهم في خلال ذلك أسرارهم عند أسد الدين وقد ولج في موضع يسمى شعب الجن شرقي براش لا يتمكن من الخروج عنه فانصرم الأمر بينه وبين مشائخ سنحان المذكورين سرا وبذل لهم أسد الدين شيئا من المال ووعدهم ومناهم بأشياء كثيرة فاجتمعوا على قتل الفقيه الفاضل غدرا والخلاف مع أسد الدين والقبض على والي الحصن المعروف بالكميم؛ إذ كان من حصون أمير المؤمنين وهو حصن عظيم الشأن متوسط في البلاد مشرف على الأقطار وكان الوالي يعقوب بن سنقر رجل من مولدة الغز مخلصا ناهضا محبا لأميرالمؤمنين ذو نباهة وحسن تدبير وكانت له خبرة بالحصن فولاه أمير المؤمنين الحصن لما عرف من صدقه.
Page 230