ومنها: أنهم لا يميلون إلى غدر الإمام ويباينون أسد الدين، فأسعد أمير المؤمنين إلى سؤالهم فعند ذلك سقط في أيديهم وانقطع رجاء أسد الدين وأيقن بالهلاك وخاف على نفسه في صنعاء وكان عسكر الإمام يغيرون في مدينة صنعاء والفرسان يتخطفون من خرج منها محاربا، وعند ذلك اضطرب أهل صنعاء وهرب من كان فيها من الباطنية والمجبرة فلم ير أسد الدين إلا أنه يبرز عنها.
(قصة فتح صنعاء المرة الثانية وخروج أسد الدين منها هاربا)
قال السيد شرف الدين رضي الله عنه: ولما انتهى الأمر بأسد الدين إلى ما ذكرناه خرج إلى سفح جبل نقم فحط بخيامه وما خف ونقل حريمه وخزائنه إلى براش ولم يلبث أن نهض قاصدا بلاد سنحان ثم تقدم ذمار وأعمالها وكانت تلك الأيام أيام مطر ليلا ونهارا ما لم تجر العادة بمثله .
قال السيد شرف الدين رضي الله عنه: لقد رأيت تلك الأرض من بلاد سنحان إلى أقصى الرحبة كالبحر الزاخر وضربت أكثر الدور بصنعاء وتهدمت الدوائر وتخرق دائر صنعاء.
Page 226