Le Siraj Munir
السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير
Genres
• (أن الله قبض أرواحكم حين شاء) يعني عند النوم (وردها عليكم حين شاء) أي عند اليقظة والقبض مجاز عن سلب الحركة الإرادية إذ لا يلزم من قبض الروح الموت فالموت انقطاع تعلق الروح بالبدن ظاهرا وباطنا والنوم انقطاعه عن ظاهره فقط وحين شاء في الموضعين ليس لوقت واحد فإن نوم القوم لا يتفق غالبا في وقت واحد بل يتتابعون فتكون حين الأولى خبرا عن أحيان متعددة قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في كل جسد روحان إحداهما روح اليقظة التي أجرى الله العادة أنها إذا كانت في الجسد كان الإنسان # مستيقظا فإذا خرجت من الجسد نام الإنسان ورأت تلك الروح المنامات والأخرى روح الحياة التي أجرى الله العادة أنها إذا كانت في الجسد كان حيا فإذا فارقته مات فإذا رجعت إليه حيي قال وهاتان الروحان في باطن الإنسان لا يعرف مقرهما إلا من أطلعه الله على ذلك فهما كجنينين في بطن امرأة واحدة قال ولا يبعد عندي أن تكون الروح في القلب قال ويدل على وجود روحي الحياة واليقظة قوله تعالى الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها تقديره ويتوفى الأنفس التي لم تمت في منامها فيمسك الأنفس التي قضى عليها الموت عنده ولا يرسلها إلى أجسادها ويرسل الأنفس الأخرى وهي أنفس اليقظة إلى أجسادها إلى انقضاء أجل مسمى وهو أجل الموت فحينئذ يقبض أرواح الحياة وأرواح اليقظة جميعا من الأجساد وسببه كما في البخاري عن أبي قتادة قال سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعض القوم لو عرست بنا أي عرست بنا للراحة لا للإقامة وأصله النزول آخر الليل لكان أسهل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخاف أن تناموا عن الصلاة قال بلال أنا أوقظكم فاضطجعوا وأسند بلال ظهره إلى راحلته فغلبته عيناه فنام فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وقد طلعت الشمس وقال يا بلال أين ما قلت أي أين الوفاء بقولك أنا أوقظكم قال ما ألقيت علي نومة مثلها قط فذكر الحديث تسلية لهم وقال اخرجوا من هذا الوادي فإن فيه شيطانا فلما خرجوا قال يا بلال قم فأذن في الناس بالصلاة أي أعلمهم باجتماع عليها فتوضأ صلى الله عليه وسلم وصلى بهم بعد ارتفاع الشمس (حم خ د ن) عن أبي قتادة الأنصاري
Page 375