وأما أمر لون العينين، فبهذا الطريق ينبغى أن يحدد، فأقول: إن الزرقة تغلب على العينين من كثرة نور صاف ينبعث فى رطوبة صافية، غير كدرة. وإن السواد يغلب على العينين بخلاف ذلك. فأما المتوسط بين السواد والزرقة فيكون بالأسباب المتوسطة.
والزرقة تغلب على العين إما لعظم الرطوبة الجليدية، وإما لصفائها، وإما لأن موضعها بارز، وإما لقلة الرطوبة الرقيقة المائية التى فى موضع الحدقة، وصفائها. ومتى اجتمعت هذه الأسباب كلها، كانت العين فى غاية الزرقة. وإن كان بعضها موجودا، وبعضها غير موجود، كانت الزيادة، والنقصان فى الزرقة على حسب ذلك.
وأما الكحلة فتغلب على العين إما لصغر الرطوبة الجليدية، وإما لأن موضعها موضع غائر، وإما لأنها ليست بالصافية، ولا بالمنيرة، وإما لأن الرطوبة الرقيقة التى فى الحدقة أكثر مما ينبغى، وليست بصافية، وإما لاجتماع أسباب من هذه الأسباب، وإما لاجتماعها كلها.
Page 54