معان وبيان، وفقه وتصريف بإمكان، فهو خير إنسان، نطقه وخيره يزيد، وقد أقامه الله تعالى لمصالح العبيد، لا يحكم بإغراء من الأمراء، لما سلك طريق العلماء، وعزة الفقراء، ولا يحكم بأغراض الملوك وقد سلك بهذه الطريقة أحسن سلوك، يعلم أن كل ملك لله مملوك، فهو خائف من الله متوكل على الله، لا يحكم إلا بحكم الله، لا يقبل شهادة الزور، ولو كان على وزن الخردلة في كل الأمور، فهو القاضي، لأنه تميز عن القاضيين.
فرحم الله تعالى من تأمل هذه الخصال، وجعل بينه وبينها إتصال.
ضد ذلك المسلوب الذوق من القضاة
البغلة والكوديان، والفرجيه والطيلسان، قد فتح له بهم دكان، لا فقه ولا معاني ولا بيان، عاري من نوع الإنسان كأنه حيوان، ألكن اللسان، لا يسوي بين الخصمين، ويقبل الرشوة ولو كانت فلسين، إذا غضب يقول: حكمت، ولا يفكر فيمن يقول: ظلمت، يحكم بأغراض الأمراء، ولا يرافق العلماء، ويزدري الفقراء، عبد
1 / 40