135

Siddiq Abu Bakr

الصديق أبو بكر

Genres

عنهن. فأما الثلاث اللاتي وودت أني تركتهن، فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد غلقوه على الحرب.

2

وددت أني لم أكن حرقت الفجاءة السلمي وأني كنت قتلته سريحا

3

أو خليته نجيحا. وددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين - يريد عمر وأبا عبيدة - فكان أحدهما أميرا وكنت وزيرا. وأما اللاتي تركتهن، فوددت أني يوم أفتيت بالأشعث بن قيس أسيرا كنت ضربت عنقه؛ فإنه تخيل إلي أنه لا يرى شرا إلا أعان عليه. وددت أني حين سيرت خالد بن الوليد إلى أهل الردة كنت أقمت بذي القصة، فإن ظفر المسلمون ظفروا، وإن هزموا كنت بصدد لقاء أو مدد. وددت أني كنت إذا وجهت خالد بن الوليد إلى الشام كنت وجهت عمر بن الخطاب إلى العراق، فكنت قد بسطت يدي كلتيهما في سبيل الله - ومد يديه. وددت أني كنت سألت رسول الله

صلى الله عليه وسلم

لمن هذا الأمر فلا ينازعه أحد. وددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر نصيب؟ وددت أني كنت سألته عن ميراث ابنة الأخ والعمة فإن في نفسي منهما شيئا.»

لم يكن ذلك كل ما اختلجت به نفس أبي بكر وما دار بخاطره أثناء مرضه، فأنت تذكر أنه قد ترك التجارة ليفرغ لما يصلح شئون المسلمين، وأن أصحابه جعلوا له من بيت المال ما يصلح به نفسه وعياله، فلما رأى أنه مشف على الموت لم تطب نفسه بما أخذ من بيت المال، بل قال: «ردوا ما عندنا من مال المسلمين فإني لم أصب من هذا المال شيئا، وإن أرضي التي بمكان كذا وكذا للمسلمين بما أصبت من أموالهم.» واستخلص عمر ثمن هذه الأرض ورده على بيت المال تنفيذا لأمر أبي بكر، وجعل يقول: «يرحم الله أبا بكر! لقد أحب ألا يدع لأحد بعده مقالا!»

وفي رواية أن عمر قال هذه العبارة لأهل أبي بكر حين أبلغوه مشيئته في هذا الأمر ثم أردفها بقوله: «وأنا والي الأمر من بعده، وقد رددتها عليكم.»

وتجري رواية ثالثة بأن أبا بكر توفي وليس عنده دينار ولا درهم، وإنما ترك عبدا كان يحمل صبيانه، وناضحا يسقي

Page inconnue