Martyrs de l'intolérance
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Genres
أجاب: أعرف ذلك حق المعرفة، فهو الذي رافع في قضية جسبار ديهو عديل لارنودي المخلص لأمير كوندة.
وهنا تفرس في وجه أفنيل وقال: لعل أمير كوندة في جملة أولئك المتآمرين؟
أجاب: أجهل ذلك يا مولاي.
قال: عجبا لك يا أفنيل وأنت البروتستانتي التقي الذي هاجمني بلسانه مرارا كيف جئت اليوم تكشف لي سر تلك المؤامرة الموجهة ضدي أكثر مما هي ضد الملك؟
أجاب : لا أنكر يا مولاي أنني بروتستانتي. إلا أنني - قبل كل اعتبار آخر - من رعايا جلالة الملك الأمناء، ومن طباعي أنني أكره العنف، ولذلك أنبأتك آسفا بما علمته، فلا تسألني عن أكثر من هذا البيان، فقد فعلت ما يجب علي والسلام.
وهم بالانصراف فقال له الدوق: بل البث ها هنا. إن في وجودك في باريس خطرا يقع عليك، ثم إنك لم تطلعنا على كل شيء. فمتى يكون موعد هجوم المتآمرين؟ - في أوائل شهر مارس القادم، يا مولاي. - إذن بعد أيام قلائل؟ - نعم يا مولاي، وسوف يأتي المتآمرون إلى بلوا ليقدموا ملتمسا إلى الملك.
قال: ويومئذ يفتكون بي أو يطلبون إلى فرنسوا الثاني إبعادي. لعمر الحق! إن الخطة حسنة، والآن سيذهبون بك يا أفنيل إلى منزل تقيم فيه، وتتلقى أوامرنا.
ففكر أفنيل في أن مرسلين لا بد أن تنتظره، لكنه قال في نفسه: إن أسوار بلوا خير لها من الأسواق الكبيرة، ولئن طال زمن إقامته في بلوا فلا يصعب عليه أن يبعث برسالة إلى زوجته فيستحضرها، فانقاد إلى المسكن الذي أمر له به الدوق دي جيز، ولما فارق الأخوين لبثا هنيهة وهما صامتان.
وكان فرنسوا دي جيز وأخوه الكردينال دي لورين يومئذ في أول شبابهما، تلقيا العلم، وأولعا بالمذهب الكاثوليكي، وكانا باسلين حازمين محبوبين من سكان باريس، مكروهين في بلاط الملك. أما الملكة الوالدة فلم تكن تجرأ على مناوأتهما، وأما الملك فكان أمامهما خلوا من كل إرادة وعزيمة، وهما متحدان اتحادا عجيبا، ساعيان على مهل إلى غرض واحد، ولا يكادان يجسران على أن يبوح أحدهما به للآخر، وقد صارت إليهما شئون المملكة يأمران فيها وينهيان، ويتناولان من خزائنها المال، ويحكمان باسم ابن أخيهما الملك، ومما يزيد نفوذهما وعظمتهما اتحادهما، فإن أباهما كلود دي لورين أوصاهما بالاتحاد، وقال لهما: إن الأسرة التي يتحد أعضاؤها وهم عديدون، قد تدرك أبعد شأو، ولذلك كان غرض كل واحد أو واحدة من أسرة لورين واحدا، هو تعظيم بيت لورين.
فقال الكردينال: علام عولت يا أخي؟ - على اجتذاب أعدائنا هؤلاء إلى معركة طاحنة. - لست أعني بكلامي لارنودي، وإن كان على ما أرى زعيم العصابات وكبير المتآمرين، ولكن وراءه ابن عمنا أمير كوندة.
Page inconnue