258

Sudur al-ʿuqud fi taʾrih al-ʿuhud

شذور العقود في تأريخ العهود

Genres

استحييت من ظلمي لمن لا ناصر له . وكان قد قال هذا في الليلة التي قتل في صباحها، وكان قد ضرب سرادقه بظاهر البلد فخرج بين يديه ما لا يحصى من حملة السلاح، فلم يمكنه [سلوك](1) الجادة التي [مما يلي)2) دجلة لزيادة الماء، فقصد سوق المدرسة التي وقفها حمارتكين النقشي، واجتاز في المنفذ الضيق الذي [فيه حظائر](3) الشوك.

تلما خرج أصحابه وبرز عنق بغلته ويداها، وثب رجل من دكة السوق فضربه بسكين فوتعت في بغلته، ثم هرب إلى دجلة، فأمر بطلبه [نتتبعه](4) الغلمان، فخلا منهم المكان فظهر آخر فضربه بسكين في خاصرته، ثم جذبه عن البغلة إلى الأرض وجرحه عدة جراحات، ثم برز اثنان فقاتلهم غلمانه، فجعل الذي جرحه يكرر الضرب، وبرك على صدره وجعل يقول: الله أكبر. تذبحه، وأصحاب الوزير يضربونه بأسيافهم فلم يسقط حتى ذبحه .

ركانت زرجة الوزير قد خرجت راكبة بغلة تساوي ثلاثماثة دينار بمركب [لا مرف)5) تيمته، وبين يديها الجنائب في نحو من مائة جارية مزينات بالجواهر، فلما استقروا في الخيم جاءها نعي زرجها، فرجعت مع جواريها حاسرات، فكن كما قال ابو العتاهية: رخن ني الوشي وأص بحن عليهن الئسوح

وفي سنة سبع (517 ه) (6).

عمل في السور أهل المحال، فكان كل اسبوع يعمل اهل محلة ويخرجون باتطبول [والجنكات](7).

Page 290