عَلَيْهَا ظفرة غَلِيظَة وَإِذا كَانَ الممسوحة المطموسة عَلَيْهَا ظفرة فالتي لَيست كَذَلِك أولى فتتفق الْأَحَادِيث
قَوْله يَقْرَؤُهُ كل مُسلم وَفِي رِوَايَة يَقْرَؤُهُ كل مُؤمن من كَاتب وَغير كَاتب قَالَ الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ ﵀ الصَّحِيح الَّذِي عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ أَن هَذِه الْكِتَابَة على ظَاهرهَا وَأَنَّهَا كِتَابَة حَقِيقِيَّة جعلهَا الله آيَة وعلامة من جملَة العلامات القاطعة بِكُفْرِهِ وَكذبه وإبطاله ويظهرها الله تَعَالَى لكل مُؤمن كَاتب وَغير كَاتب ويخفيها عَمَّن أَرَادَ شقاوته وَلَا امْتنَاع فِي ذَلِك
وَذكر القَاضِي فِيهِ خلافًا مِنْهُم من قَالَ هِيَ كِتَابَة حَقِيقِيَّة كَمَا ذكرنَا وَمِنْهُم من قَالَ هِيَ مجَاز وَإِشَارَة إِلَى سمات الْحُدُوث عَلَيْهِ وَاحْتج بقوله يَقْرَؤُهُ كل مُؤمن كَاتب وَغير كَاتب وَهَذَا مَذْهَب ضَعِيف قلت لأي شَيْء يضعف هَذَا وَهُوَ أَن الله تَعَالَى يلهم الْمُؤمن رشده فيراه أَنه غير إِلَه لكَونه أَعور غير تَامّ الْخلق متصفا بِالنُّقْصَانِ وَإنَّهُ عَلَيْهِ إمارات الْحَدث فَإِذا شَاهد الْمُؤمن ذَلِك مِنْهُ علم أَنه غير إِلَه وَقَرَأَ مَا بَين عَيْنَيْهِ وَهُوَ الْكفْر بِعَين البصيرة لقَوْله فِي بعض الْأَحَادِيث وان الله لَيْسَ بأعور وَيُؤَيِّدهُ قِرَاءَة الْكَاتِب وَغير الْكَاتِب وَلَو كَانَ كِتَابَة حَقِيقِيَّة لَكَانَ الْمُؤمن وَالْكَافِر يقرآن ذَلِك وَلَوْلَا أَن ذَلِك لخاصة بِالْمُؤمنِ لما قَرَأَهُ الْكَاتِب وَغير الْكَاتِب وَيُرِيد الي رَجحه الشَّيْخ محيي الدّين رَحمَه الله تَعَالَى إِن فِي بعض الرِّوَايَات فتهجاها كفر
قَوْله أَعور عينه الْيُمْنَى هَذَا عِنْد الْكُوفِيّين على ظَاهره من الْإِضَافَة وَأما عِنْد الْبَصرِيين فَإِنَّهُم يقدرُونَ فِيهِ محذوفا عَمَّا يقدرُونَ فِي نَظَائِر من صَلَاة الأولى وَمَسْجِد الْجَامِع وَالتَّقْدِير صَلَاة السَّاعَة الأولى وَمَسْجِد الْجَامِع لِأَن إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه لَا تجوز وَأما الحَدِيث فتقديره أَعور عين صفحة وَجهه الْيُمْنَى
قَوْله فَمَا أدركن أحد فليأت النَّهر الَّذِي يرَاهُ نَارا قَالَ الشَّيْخ محيي الدّين
1 / 80