أما الكتاب فقول الله تعالى:{وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم}[المائدة:5] ووجه الاستدلال بالآية أن الله تعالى أحل لنا طعام أهل الكتاب والطعام اسم لما يؤكل ويتطعم، ومعلوم أن اللحم مما يأكلونه ويتطعمونه فكان حلالا؛ لأن عند أهل اللغة أن الطعام هو الزاد المأكول، قال الله تعالى: {طعام مساكين}[المائدة:95]، قال الشاعر:
وأهون ما يأتي الفتى من نقيصة ... يد بين أيد في قليل طعام
وجميع الحبوب المأكولة طعام ، وقيل: البر خاصة، وعليه يحمل الحدث كنا نخرج صدقة الفطر على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم صاعا من طعام أو صاعا من شعير، وقد يطلق على ما يتطعم وإن لم يكن من المأكول كما قال تعالى:{إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني}[البقرة:249].
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في زمزم: ((إنها طعام طعم وشفاء سقم)) وقد يطلق لفظ الطعام على اللحم، قال الله تعالى:{كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه}[آل عمران:93]، وإسرائيل هو يعقوب عليه السلام، قيل: أصابه عرق النساء فنذر إن عافاه الله أن يحرم أحب الطعام إليه، قيل: حرم لحوم الإبل والعروق، وقيل: حرم لحوم الإبل وألبانها.
Page 76