Explication de l'Épître Salutaire avec des Preuves Évidentes

Mansur Abd Allah d. 614 AH
158

Explication de l'Épître Salutaire avec des Preuves Évidentes

شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة

وذهب أهل العدل على طبقاتهم إلى أنها - أعني شفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم - لا تكون لمن يستحق النار من الفساق والكفار، ولم ينكر أحد من جميع الأمة والأئمة -عليهم السلام- الشفاعة، وكيف وقد ظهر قوله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((من كذب بالشفاعة لم ينلها))([45])، وإن حدث قول بغير ذلك كان خارقا للإجماع وذلك لا يجوز.

فإن قيل: فلمن تكون الشفاعة على هذا إن قلتم تكون للعصاة هدمتم قاعدة كلامكم أولا، وإن قلتم للمؤمنين فلا نجد لها معنى؛ لأنهم بما استحقوا من الثواب أغنياء؟.

قلنا: الأمر فيما ذهبنا إليه [واضح([46])] جدا، لأنا نعلم أن

الله -تعالى- قد وعد نبيئه -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يبعثه مقاما محمودا يتميز به على سائر الأنبياء -عليهم السلام- وذلك لا يكون إلا بأن يبعثه شافعا مشفعا، والشفاعة كما تحسن في حق الفقراء تحسن في حق الأغنياء، ألا ترى أنه كما يقال: يشفع فلان إلى الملك في إغناء فقير، أو فك أسير، قد يحسن أن يقال: شفع ولده إليه في الزيادة في راتب الوزير، وإجلاسه معه على السرير، فكما أن الشفاعة تحسن وتنفع في دفع المحذور، قد تحسن وتنفع في جلب السرور.

[الدليل على أن الشفاعة ليست للفساق]

والدليل على صحة ما ذهبنا إليه قول الله -تعالى- وهو لا يقول إلا الحق: {ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع(18)}[غافر].

ووجه الإستدلال بهذه الآية: أن الله -تعالى- نفى على العموم أن يكون لأحد من الظالمين، يوم القيامة حميم من المؤمنين، ولا شفيع مطاع من المقربين، والفاسق ظالم كالكافر، وإثبات ما نفى الله -تعالى- لا يجوز.

أما أنه تعالى نفى أن يكون لأحد من الظالمين حميم ولا شفيع يطاع: فذلك ظاهر؛ لأنه أدخل حرف النفي على شفيع، وهو نكرة شائعة، فاقتضى العموم بدلالة جواز الإستثناء.

Page 196