Explication de l'Épître Salutaire avec des Preuves Évidentes
شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة
Genres
قوله: (كالدر والياقوت واللآلي): يقول: إن القرآن الكريم في
فصاحة لفظه، وجودة معناه، ورشاقة تلاوته، وحسن تلائمه، وطلاوة ظاهره، وحلاوة باطنه، وحراسة نظمه، وعذوبة علمه، بمنزلة هذه الجواهر التي هي الدر والياقوت واللؤلؤ، فكما أنها أفضل جواهر الدنيا، كذلك القرآن الكريم أفضل كلام الأحياء.
[فائدة في أسماء الدر وأنواعه]
(والدر واللؤلؤ) جنس واحد، وإنما الدر إسم لما كبر منه، فأكبر الدر يقال له الونية، وهي أعظم الدر، ثم التومة وهي التي تليها وجمعها توم، ثم النطفة([29]) وجمعها نطاف، وما دون النطفة يقال لها الرعيث وهو كبار اللؤلؤ إذ هو لا يخرج عنه اسم اللؤلؤ، وما بعده لؤلؤ على الإطلاق، وما صغر منه فهو المرجان، فما جمع منه في العنق سمي قلادة وتقصارا، وسمطا([30]) وكرما وجبلات، وقلادة الملك تسمى الحاجة، وما لم يجمع منه ولم يثقب فهو حصان([31])، لا أدر أخذ من المرأة أم أخذت المرأة منه، فإن بدد وسمط بغيره فهو فريد، الواحدة فريدة.
فأما الياقوت: فهو جنس منفرد، وله أنواع متقاربة، وهو أعني
جميع ما تقدم، أحسن ما يشبه به الكلام، ولا وجه لذكر الشواهد عليه، لظهور الحال فيه، وكون ذلك مخرجا لنا عما نحن بصدده، وربما وسعنا الكلام في بعض الأحوال لتعلق الفائدة به.
[ذكر الدليل على أن القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله]
وتحرير الإستدلال على ما قدمنا من أن هذا القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله: أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يدين بذلك ويخبر به، وهو -صلى الله عليه وآله وسلم- لا يدين إلا بالحق، ولا يخبر إلا بالصدق.
وتحقيق ذلك التحرير ينبني على أصلين: أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يدين بذلك ويخبر به. والثاني: أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- لا يدين إلا بالحق، ولا يخبر إلا بالصدق.
Page 181