Explication des Lampes de la Sunna par l'Imam al-Baghawi

Ibn Mulk al-Kirmani d. 854 AH
86

Explication des Lampes de la Sunna par l'Imam al-Baghawi

شرح المصابيح لابن الملك

Chercheur

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

Maison d'édition

إدارة الثقافة الإسلامية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Genres

تعالى: الكبرياء ردائي": قيل: الكبرياء هي الترفع عن الانقياد للغير بأن يرى لنفسه فضلًا وشرفًا عليه، وذلك لا يستحقه غير الله. "والعظمة إزاري": وهي: أن يكون الشيء في نفسه كاملًا شريفًا مستغنيًا، والكبرياء أرفع منها، ولذلك مثلها بالرداء؛ لأنه أشرف من الإزار، فكبرياؤه تعالى: عبارة عن ألوهيته التي هي استغناؤه عما سواه، واحتياج ما سواه إليه، وعظمته وجوبه الذاتي الذي هو عبارة عن استغنائه تعالى عن الغير. وإنما مثَّلهما بالإزار والرداء إبرازًا للمعنى المعقول في صورة المحسوس، فكما لا يشارك الرجل في ملبوسه من ردائه وإزاره، ويستقبح طلب الشركة فيهما، لا يمكن مشاركته تعالى في هذين الوصفين اللذين اختصَّ بهما، وإطلاقهما عليه تعالى من باب الكناية؛ فإنهم يكنون عن الصفة اللازمة بالثوب يقولون: شعار فلان الزهد ولباسه التقوى. "فمن نازعني واحدًا منهما"؛ بأن استعظم نفسه، واستعلى على الناس "أدخلته النار": أعاذنا الله تعالى منه، وإنما قال: (واحدًا) دون واحدة؛ نظرًا إلى الرداء والإزار. * * * ٢٢ - وقال رسول الله ﷺ: "ما أَحَدٌ أصبَرُ على أذًى يسمعه مِنَ الله تعالى، يَدَّعونَ له الولَد، ثم يُعافيهم ويرزُقهم"، رواه أبو موسى الأشعري ﵁. "وعن أبي موسى الأشعري ﵁ أنه قال: قال رسول الله ﵊: ما أحدٌ أصبر"؛ أي: ليس أحدًا أشدُّ صبرًا. "على أذى"؛ بمعنى: مؤذ، صفة محذوف؛ أي: على كلام مؤذ قبيح صادر عن الكفار.

1 / 55