Explication des Lampes de la Sunna par l'Imam al-Baghawi

Ibn Mulk al-Kirmani d. 854 AH
61

Explication des Lampes de la Sunna par l'Imam al-Baghawi

شرح المصابيح لابن الملك

Chercheur

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

Maison d'édition

إدارة الثقافة الإسلامية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Genres

"شعبة من الإيمان" وإنما خصه بالذكر؛ لأنه كالداعي إلى سائر الشعب؛ لأن الحَييَّ يخاف فضيحة الدنيا والآخرة فينزجر عن المعاصي. وأما الحياء النفساني فهو الذي خلقه الله تعالى في النفوس كلها، كالحياء عن كشف العورة والجماع بين الناس. * * * ٤ - وقال: قال رسول الله ﷺ: "المُسلمُ مَنْ سَلِمَ المُسلمونَ مِنْ لِسانِهِ ويده، والمُهاجِرُ مَنْ هجَرَ ما نَهى الله عنه". "وعن عبد الله بن عمرو أنه قال: قال رسول الله ﷺ: المسلم"؛ أي: المسلم الكامل في إسلامه "من سلم المسلمون من لسانه ويده" بأن لا يتعرض لهم بما حرِّم من دمائهم وأموالهم وأعراضهم، وإنما خصَّ اللسان واليد لأن أكثر الإيذاء يحصل بهما. "والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه"؛ يعني: المهاجر في الحقيقة مَن اجتنب عما نهى الله عنه؛ لأن فضله على الدوام، وفضل الهجرة من مكة كان في وقت. * * * ٥ - وقال: "لا يُؤمِنُ أحدكمْ حتَّى أكون أحبَّ إليهِ مِنْ والده، وولده، والناس أجمعين"، رواه أنس. "وعن أنس بن مالك ﵁ أنه قال: قال رسول الله ﷺ: لا يؤمن أحدكم"؛ أي: لا يكون مؤمنًا كاملًا "حتى كون أحب إليه، بالحب الاختياري الحاصل من الإيمان "من والده وولده والناس أجمعين، مثلًا لو أمره رسول الله ﷺ بقتل أبويه وأولاده الكافرين، أو بأن يقاتل الكافر حتى يكون شهيدًا، لأحبَّ أن يختار ذلك

1 / 30