197

Explication des Lampes de la Sunna par l'Imam al-Baghawi

شرح المصابيح لابن الملك

Chercheur

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

Maison d'édition

إدارة الثقافة الإسلامية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Genres

"للغرباء"؛ أي: للمسلمين الذين في أوله وآخره؛ لصبرهم على الأذى، وقيل: المراد بالغرباء: المهاجرون الذين هاجروا إلى الله ﷿.
* * *
١٢٤ - وقال: "إنَّ الإِيمانَ لَيَأْرِزُ إلى المدينةِ كما تأرِزُ الحيَّةُ إلى جُحرِها".
روى هذه الأحاديث الثلاثة أبو هُريرة ﵁.
"وعنه أنَّه قال: قال رسول الله ﷺ: إن الإيمان لَيَأرِزُ"؛ أي: ينضمُّ "إلى المدينة"، ويجتمع بعضه إلى بعض فيها؛ لأنها وطنُه الذي ظهرَ وقويَ فيها.
"كما تَأْرِزْ الحيةُ إلى جُحرِها"؛ أي: ثقبها، أو المراد: أن أهل الإيمان يفرُّون بإيمانهم إليها وقاية بها عليه، هذا إخبار عن آخر الزمان حينَ يقلُّ أهلُ الإِسلام.
وقيل: هذا في زمان النبي ﷺ؛ لاجتماع الصحابة في ذلك الزمان فيها، والمراد بـ (المدينة): جميع الشام؛ فإنها من الشام وخُصَّت بالذّكر لشرفها.
* * *
مِنَ الحِسَان:
١٢٥ - عن رَبيعةَ الجُرَشيِّ ﵁ قال: أُتيَ نبي الله ﷺ فقيل له: لِتنَمْ عينُك، ولْتسمَعْ أذُنُك، ولْيَعقِلْ قلْبُك، قال: "فنامتْ عَيْني، وسمعَتْ أُذُني، وَعقَلَ قلْبي، قال: فقيل لي: سيدٌ بني دارًا، فصنعَ فيها مَأدُبةً، وأرسلَ داعيًا، فمنْ أجابَ الدّاعيَ دخلَ الدارَ، وكلَ من المَأدُبة، ورضيَ عنهُ السيدُ، ومَنْ لمْ يُجب الدّاعيَ لمْ يدخلِ الدّارَ، ولمْ يأكْل من المأدُبة، وسخِطَ عليه السيد، قال: فالله السيدُ، ومحمدٌ الداعي، والدارُ الإِسلامُ، والمَأدبةُ الجنَّة".

1 / 166