183

Explication des Lampes de la Sunna par l'Imam al-Baghawi

شرح المصابيح لابن الملك

Chercheur

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

Maison d'édition

إدارة الثقافة الإسلامية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Genres

"وعن عائشة - رضي الله تعالى عنها - عن النبي ﷺ أنه قال: ما بال أقوام" استفهام للإنكار بمعنى التوبيخ؛ أي ما حالُهم "يتنزهون"؛ أي: يتباعدون ويحترزون "عن الشيء أصنعه" جملة حالية عن (الشيء)، أو اللام في (الشيء) زائدة و(أصنعه) صفته؛ أي: عن شيء أفعله مثل النوم والأكل بالنهار والتزوج.
"فو الله أني لأَعلمهم بالله"؛ أي: بعذابه "وأشدهم له خشية" فلو حصل بهذه المباحات عذاب فأنا أولى أن أحترز عنها، قدَّم العلم على الخشية؛ لأنها نتيجته.
* * *
١٠٨ - وقال رافع بن خَدِيْج: قال رسول الله ﷺ: "أنتم أَعلَمُ بأمرِ دُنياكُم، إذا أُمرتُكُم بشيءٍ منْ أَمرِ دينكُمْ فخُذُوا بهِ".
"وقال رافع بن خديج": لما قدم ﵊ المدينة ورأى أهلها يؤبرون النخل قال: "لعلكم لو لم تفعلوا لكان خيرًا لكم" فتركوا التأبير فنقصت ثمارهم، فذكروا له ﵊ "قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم -: أنتم أعلم بأمر دنياكم" وأنا أعلم بأمر دينكم "إذا أمرتكم بشيء من أمر دينكم فخذوا به"؛ أي: افعلوا به.
* * *
١٠٩ - عن أبي موسى الأشعري ﵁، عن النبيِّ ﷺ قال: "إنَّما مَثَلي ومَثَلُ ما بَعَثني الله بهِ كمثلِ رجُلٍ أتى قومًا فقال: يا قوم! إنِّي رأيتُ الجيشَ بعَينَيَّ، وإنِّي أنا النَّذيرُ العُريانُ، فالنَّجاءَ النَّجاءَ، فأطاعَهُ طائفةٌ مِنْ قومهِ فأَدلَجوا، فانطلَقُوا على مَهَلِهِمْ، فَنَجَوا، وكذَّبتْ طائفةٌ منهم، فأصبحوا مكانهمْ فصبَّحَهُمُ الجيشُ فأهلكَهُمْ واجتاحَهُمْ، فذلك مثَلُ من أطاعَني فاتَّبعَ ما جئتُ بِهِ

1 / 152